اخبار عالميةاخبار عربيةالأخبار الرئيسيةالمقالات

حين تتحد قوى المقاومة… “طوفان الأقصى بين الشرف والنضال” بقلم عمر ضمرة

الدرب نيوز- عمر ضمرة-

في زمن تتعاظم فيه الأزمات والمحن، ويسعى الغرب المتصهين لتشتيت وعي الشعوب، يتجلى سؤال محوري يلوح في الأفق: ما هو دور الأحرار في مواجهة الاحتلال الصهيوني والهيمنة الغربية؟

إن معركة “طوفان الأقصى” التي أشعلتها المقاومة الفلسطينية، في قطاع غزة، لم تكن مجرد خيار بين خيارات، بل واجب وطني وأخلاقي يصان بالقوانين والمواثيق الدولية. إنه نضال يتجاوز الطوائف والمذاهب والأعراق، ليكون نداءً إنسانياً جامعاً. وقد جاءت مشاركة المقاومة اللبنانية، ممثلة بحزب الله اللبناني، وبعض الفصائل الفلسطينية في اليوم الثاني من انطلاق المعركة، لتؤكد أن هذا النضال هو امتداد لشرف التحرير، في زمن تكالبت فيه قوى الأعداء من الداخل والخارج. تلك المشاركة هي مؤشر قوي أن المتقاعسين قد اختاروا طرف المعادلة الخاطئ، طرف الظالم والمستبد، تاركين الأحرار في ميدان النضال من أجل الحرية.

الشعب الفلسطيني الذي عاش وكابد مرارة الاحتلال والاستعمار منذ عقود، بدءاً من الحقبة البريطانية مروراً بإقامة دولة الكيان الصهيوني، لا يسعى إلا للحرية والكرامة. وعلى كل عربي شريف أن يشارك في هذا الهدف السامي، وأن تكون الجهود موحدة لتحقيق الاستقلال وتحرير الإنسان والأرض.

غير أن العدو ليس فقط متمثلاً في الاحتلال الصهيوني العسكري الاستيطاني، بل أيضاً في الماكينة الإعلامية العالمية التي تروج سرديات مشوهة. إذ تسعى وسائل الإعلام الدولية، المسيطر عليها من قبل قوى الاستعمارالغربي الصهيوني، إلى تحويل نضال الشعب الفلسطيني واللبناني إلى صراعات طائفية ومذهبية، بهدف تمزيق الصفوف وتحريف البوصلة عن المعركة الحقيقية. وحين تفشل في هذا المسعى، تعيد إلى السطح، ملفات تاريخية قديمة ونزاعات مذهبية، لتصرف النظر عن القضية الجوهرية، بهدف تضليل التعاطف الشعبي مع حركات التحرر.

في مواجهة هذه الحرب الإعلامية، نجد أنفسنا أمام قسمين من الناس: الأول، من وقع في فخ التضليل الإعلامي وبدأ يردد مقولات الصهاينة دون وعي؛ والثاني، هم المتآمرون الذين يبيعون وطنهم ومبادئهم مقابل مصالحهم الضيقة، متحالفين مع قوى الاستعمار الصهيوني.

أولئك المتآمرون يتجاهلون أن سياسات الاستعمار الصهيوني لا تقتصر على الاحتلال فقط، بل تشمل التشكيك في كل من يقاوم. لذا، نحن مطالبون بالتسلح بالوعي، والوحدة هي سلاحنا الأقوى في مواجهة تلك المخططات. الأحرار الذين يقاومون الظلم هم من يصنعون التاريخ والمستقبل، والمقاومة ليست مجرد خيار، بل واجب أخلاقي ووطني علينا جميعاً أن نحمله.

إن سماحة السيد حسن نصر الله، سيد الشهداء في هذا الزمن، وأنبل الرجال، قدم روحه وأرواح أبنائه وأقربائه وأصدقائه، في سبيل النضال ضد العدو الصهيوني ودعم المقاومة الفلسطينية. وأولئك الذين يشككون في نوايا حزب الله في سوريا لا يدركون أن من كان يقاتلهم حزب الله هم “الدواعش” والنصرة، أدوات الغرب المتصهين، والذين سعوا إلى تدمير سوريا ونهب ثرواتها.

علينا أن ندرك انه يوجد في لغة الإعلام ما يسمى بحرف وتشتيت الانتباه، حيث أن الخنازير الصهاينة والغرب الصهيوني والمتصهينين العرب، لما هالهم ما رأوا من حجم التعاطف الشعبي مع سيد الشهداء حسن نصر الله، جعلوا السفهاء يرددون الاسطوانة المشروخة اياها، أن حزب الله قاتل أهل السنة في سوريا. على أساس أنه قبل أن يتدخل في الأحداث التي نشبت في سوريا، كانوا من أنصار الحزب، ويقدسون مقاومة الحزب ضد الكيان الصهيوني، جهارًا نهارًا !!

هم يدركون تماماً أن من كان يقاتلهم حزب الله، في سوريا، بقيادة أنبل الرجال وسيد الشهداء، حسن نصر الله، هم الدواعش والنصرة، أثناء المؤامرة التي قادها الغرب المتصهين، واشتركت فيها دول عربية صرحت بذلك على الفضائيات على ألسنة مسؤوليها ووزارء خارجيتها. الدواعش، صنيعة الغرب المتصهين، والذين كانوا يسيطرون على حقول النفط شرق سوريا، ويبيعونها عبر نقلها إلى “خليفة المسلمين السني”، قدس الله سره “أردوغان”، ومن ثم نقلها إلى أوروبا. الدواعش والنصرة، قاطعي الرؤوس وذابحي الصبية، والذين استحلوا أعراض السبايا من الجيش العربي السوري، وأصحاب فتاوى ما سمي حينئذ (جهاد النكاح)، هؤلاء هم من قاتلهم حزب الله.

إن سيد الشهداء في هذا الزمن، حسن نصر الله، نذر روحه، في هذا الزمن، المحتشد بالخونة والعملاء والسفهاء وناكري الجميل ومرددي الكلام دون فهم أو تحليل، الذي نذر روحه، لأجل تعزيز مسار المقاومة، واسناد المقاومة الفلسطينية النبيلة للكيان الصهيوني، يستحق منا كل التبجيل والتعظيم، وسينصفه التاريخ، رغماً عن مقولات المنبطحين والعملاء والخونة.

في نهاية المطاف، يبقى علينا أن نكون حراساً لحقوق الشعوب في الاستقلال والسيادة، وأن نرفض كل محاولات الهيمنة الصهيونية والغربية على منطقتنا العربية، التي ستبقى عصية على تنفيذ مخططاتهم ومؤامراتهم، في بث الفتن، والنزاعات الطائفية والمذهبية، التي لم تظهر للعلن، إلا بعد انهاء حقبة حكم شاه ايران عن السلطة في ايران، وهو الذي كان الصديق الصدوق للكيان الصهيوني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى