اخبار عربيةكلام في الممنوع

هل انتصرت غزة أم هزمت ؟؟

هل انتصرت غزة أم هزمت ؟؟

بقلم الدكتور ماجد الخضري

سؤال يتردد كثيرا هذه الأيام في الأروقة السياسية ومن على منصات وسائل الإعلام وفي الصالونات السياسية فالبعض يقول كيف لغزة ان تنتصر والهمجية اليهودية دمرت كل شي فيها ولم تترك حجرا على حجر .

ويقولون كيف انتصرت غزة وقد دمرت المستشفيات والجامعات والمدارس والمساجد والمنازل والبنية التحتية والمؤسسات الحكومية ودمر ما يزيد عن 80% من الابنية في القطاع وقتل ما يزيد عن خمسين الف وجرح ما يزيد عن مئة الف انسان وشرد مليوني شخص .

رغم كل ذلك فاذا نظرنا الى ما جرى من زوايا القضية المختلفة وجوانبها المتعددة فان النتيجة النهائية للمعركة قد تمخضت عن المفاوضات التي اكدت ان حماس لم يتم ابادتها ولم تنتهي كما كان مخطط له من قبل اسرائيل اي ان الحركة ما زالت موجودة ولم يتم القضاء عليها بل جندت ما يزيد عن عشرة الاف شخص  ابان الحرب حسب المصادر الغربية وقد خرجت حماس بعد انتهاء الحرب بكامل أناقتها وعدتها من تحت الارض من الانفاق التي صنعت خصيصا لمعركة طويلة كمعركة غزة  .

كما ان المنهزم لا يتفاوض مع المنتصر وانما تملى عليه الشروط ويستجيب لها وفي هذه الحالة نلاحظ ان حماس قد فرضت شروطها على العدو وان المفاوضات كانت شاقه وطويله  وان دل ذلك على شي فانما يدل على ان الحركة لم تهزم وانها ما زالت تحتفظ بجنودها واسلحتها .

كما ان حماس قد حطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر والجيش الذي لا يهزم ، هذا الجيش الذي كان يعتمد في حروبه ضد العرب على  الحرب الخاطفة التي تستمر اياما معدودة فقط ليس الا ولكن هذه الحرب استمرت 471 يوما وهي حرب مع حركة وليس مع دولة فكيف لو كانت حماس دولة ولديها جيش واسلحة ويتم تزويدها بالعتاد ولم تكن حركة محاصرة في قطاع فرض عليه الحصار ما يزد عن عشرين عاما ومنع عنه كل مقاومات الحياة .

فقد شكلت حماس حالة خاصة  حيث استطاعت صناعة السلاح محليا والاستفادة من المخلفات التي كانت تلقى على قطاع غزة من الجو واعادة تصنيع المخالفات واستخدمتها في الهجوم على الدبابات الاسرائيلية التي كانت مثالا لفخر الصناعة الاسرائلية ولكن هذه الدبابات لم تصمد امام اسلحة مصنعة بطريقة بسيطة لذلك فقد حطمت المقاومة صورة الجيش الصهيوني واسطورته بانه جيش لا يقهر.

وان كانت غزة قد خسرت الكثير من الارواح والمباني والمساكن فان  اسرائيل هي الاخرى تكبدت الكثير من الخسائر بحدود الف عسكري كما اعلنوا عن ذلك وخمسة الف جريح لكن العدد اكبر من ذلك بكثير كما ذكرت بعض الصحف الاسرائيلية ناهيك عن الذين يتعالجون نفسيا اضعاف مضاعفة بحدود خمسة وعشرين الف اضف  الى ذلك الخسائر المادية والتي قدرت بمئة وخمسين مليار دولار اضافة الى ان السياحة قد توقفت والصناعة تراجعت والهجرة اليهودية الى فلسطين توقفت بالتمام لا بل ان الهجرة قد اصبحت عكسية وغادر فلسطين التاريخية ما يزيد عن نصف مليون يهودي .

وكانت حرب غزة فرصة لوضع قضية فلسطين على الطاولة مجددا والاشارة الى معاناة شعب فلسطين تحت الاحتلال البغيض هذا الاحتلال الذي اباد شعب وجلس مكانه.

كل هذه المؤشرات تؤكد ان غزة لم تسقط لو كانت سقطت لتم تنفيذ مخطط اليوم التالي فيها ودخلت اليها القوات الاسرائيلية وتم نفي قادة حماس الى حماس الى الخارج وتهجير شعبها الى سيناء لكن الصمود الاسطوري ساهم بافشال كل المخططات التي كانت معدة فحماس اتبعت تكتيك حرب العصابات والتنقل السريع في المعركة واستخدام المنازل المفخخة والانفاق .

ويكفي هذه الحرب انها كشفت عن الوجه الحقيقي لدولة اسرائيل التي قامت على القتل والتدمير واحراق الارض وقد اصبح قادة هذه الدولة ملاحقين في المحاكم الدولية وقطعت العديد من الدول علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل .

وتم تعرية العديد من الانظمة العربية التي تعاملت مع هذا الكيان خلال الحرب وسمحت بارسال منتجاتها من الخضار والفواكة والاجهزة الكهربائية وغيرها الى دولة العدو ولم تقاطعها تجاريا بل ان البعض قد تعاون مع هذه الدول عسكريا ضد غزة .

فنتيجة المعركة واضحة وان اردت المزيد من الوضوح ما عليك الا بقراءة الصحف العبرية ومتابعة الاخبار من وسائل الاعلام الصهيونية التي اشارت الى ان رب موسى قد تخلى عن بني اسرائيل وان حماس استطاعت ان تمرغ انوفهم في الارض وان تهدم ما تم صنعه في عقول البشر من ان اسرائيل دولة الحضارة والقانون والعلم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى