ذعر نظام الملالي بعد هلاك جلادين
ذعر نظام الملالي بعد هلاك جلادين
الدرب – نيوز
بعد الإعلان عن هلاك اثنين من الجلادين في وسائل الإعلام الحكومية، اجتاح الذعر كيان النظام الجلاد بالكامل. صحيفة المستشار الأعلى لخامنئي المدعو ولايتي عبّرت عن مخاوفها بمقالة بعنوان “رائحة البارود في ثمانينيات القرن الماضي”، وكتبت:
“القضاة المستهدفون كانوا رموزًا لمعاقبة الأفراد والجماعات الذين كانوا يقومون بأعمال شغب داخل البلاد. ماضيهم وجدية أحكامهم ومكانتهم، معًا، جعلت منهم شخصيات رمزية.”
هذا الذعر، الذي اجتاح كل أركان نظام الولاية، يأتي في ظل مرور أقل من شهرين على سقوط عائلة الأسد المكروهة في غضون 11 يومًا فقط، وهو حدث أرعب قادة النظام. وقد استرجع البعض ذكريات الخوف والرعب الذي اجتاح النظام خلال فترة “سمّ وقف إطلاق النار” وعملية “الضياء الخالد”. على سبيل المثال، قال قاليباف، رئيس برلمان النظام الرجعي، في محاولة لرفع معنويات قوات النظام المتخاذلة:
“جاء مجاهدو خلق عبر مضيق باتاق من الغرب حتى وصلوا مشارف كرمانشاه، ومرّوا عبر إسلامآباد غرب. تخيلوا أي كلمات جارحة كان علينا أن نسمعها، وأي ظروف صعبة عايشناها.”
الخوف والرعب، خاصة بين المتورطين في مجازر الثمانينيات ومجزرة عام 1988، بات واضحًا. فقد سارع الجلاد مصطفى بورمحمدي، أحد أعضاء “لجنة الموت” التابعة لخميني في مجازر 1988، في يوم الحادثة نفسها (18 يناير)، إلى الظهور في تلفزيون النظام ليواسي نفسه وغيرهم ممن ارتعدوا من شبح الموت.
في محاولة لتبرير كيفية هلاك اثنين من أبرز الجلادين بسرعة، على الرغم من اتخاذ أعلى مستويات الإجراءات الأمنية المكونة من ثلاث طبقات لحمايتهم، كرّر الجلاد مصطفى بورمحمدي بعبارات مختلفة:
“هل نتوقع أن نهاجم دون أن نتعرض لهجوم؟ هل يمكن أن نحارب أعداءنا دون أن نتضرر؟… في الواقع، إجراءاتنا الأمنية قوية للغاية، لكن لا يوجد مكان في العالم خالٍ من الثغرات.”
وفي هذا السياق، كتبت وكالة “إيسنا” الحكومية (19 يناير):
“استهداف اثنين من قضاة السلطة القضائية، وفي مكان عملهم، وليس في الشارع أو في موقع بعيد، يُظهر تخطيطًا دقيقًا ومعرفة تامة بالظروف والموقع… يجب أخذ مسألة الاختراق بجدية. تنفيذ هذه العملية يعد استعراضًا للقوة من قبل منظمة إرهابية، ويشير إلى قدرتهم على اختراق المراكز الحساسة.”
وفي حفل أقيم يوم الاثنين قبل نقل جثتي الجلادين إلى قم، تحدث الجلاد جعفر منتظري، رئيس المحكمة العليا للنظام، أمام مجموعة من قادة النظام والقضاة المذهولين والخائفين. وفي خطابه، اعترف بضرورة الإعدامات وأهمية دور الجلادين أمثال رازيني ومقيسة لضمان بقاء النظام، قائلًا:
“هذا الثمن الذي يدفعه النظام من أجل بقائه. العدو لن يستطيع عبر الاغتيالات أن يثنينا عن مواصلة طريقنا.”
في خطاب مملوء بالخوف، لجأ الجلاد جعفر منتظري إلى طلب “الصفح والغفران” بطريقة مثيرة للسخرية عن الجلادين في السلطة القضائية، حيث قال:
“الإنسان ليس معصومًا، وقد يكون هناك بعض الزلات في عملهم… عائلات هؤلاء الأعزاء طلبت مني أن أتوجه إلى جميعكم، إلى كل من يسمع رسالتي، أن يعفوا عن هؤلاء الأعزاء، وإذا كان هناك، لا سمح الله، أي حق عليهم تجاه أحد، أن يتنازلوا عن حقهم في هذه الدنيا.” (تلفزيون النظام – 20 يناير).
من جهة أخرى، كشفت صحيفة تابعة للحرس عن وجه آخر من خوف النظام، مشيرة إلى حالة الفرح والابتهاج الاجتماعي التي ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي بعد هلاك الجلادين. وكتبت:
“يجب أن ننتبه إلى أن بجانب خط الاغتيالات الجسدية، هناك محاولة لضرب الرأي العام في إطار حرب معرفية تهدف إلى تبرئة الأيادي الملطخة بدماء الإرهابيين… اغتيال هذين القاضيين لم يكن بداية خط الاغتيالات ولن يكون نهايته أيضًا. في هذا السياق، علينا أن نحرص على أن لا يتم استهداف ضمير المجتمع والرأي العام في دعاية الإعلام الإرهابي، حيث يصبح القتلة أبطال الميدان.” (صحيفة جوان – 20 يناير).