أعداء الوطن ما زالوا يتربصون
بقلم :- الدكتور ماجد الخضري
78 عاما مضت على استقلال الأردن عن بريطانيا وما زال أبناء الأردن والعروبة يذكرون سياسات بريطانيا تجاه الأمة العربية، حيث قامت بتفتيت الوطن العربي ونهب خيراته وما زالت بريطانيا وفرنسا وامريكا يسيرون على نفس السياسية
وبالنسبة للدولة العثمانية فقد كانت مستهدفة من الداخل والخارج حيث سيطرت عليها جماعة الاتحاد والترقي ومجموعة يهود الدونمة وشنت عليها دول أوروربا العديد من الحروب لعل أهمها الحروب التي شنتها روسيا فأضعفت الدولة العثمانية وتركتها منهكة.
وفي خضم الحرب العالمية الأولى وخسارة الدولة العثمانية الحرب ونجاح الثورة العربية تنكرت بريطانيا لوعودها لقائد الثورة العربية العربية ورفضت السماح له باقامة دولة عربية واحدة في آسيا يكون ملكاً عليها لا بل انها أسقطت الدولة الفيصلية في دمشق التي حكمها نجل الشريف الملك فيصل.
وخضع العالم العربي للانتداب البريطاني والفرنسي وقسمت بلاد الشام الى أربعة دول حيث فرض الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان والبريطاني على فلسطين والاردن وناضل ابناء الاردن منذ اعلان الانتداب البريطاني وحتى لحظة الاستقلال من اجل تحرير الوطن وإعادة سيادته.
فكانت فترة الانتداب التي استمرت منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1917 واعلان وعود بلفور في ذلك العام ثم اسقاط الدولة الفيصلية عام 1920م واعلان الانتداب البريطاني على الاردن وتأسيس امارة شرق الاردن .
ومرت علاقة ابناء الاردن مع المحتل بين مد وجزر حيث حاولت عزل الاردن عن محيطه العربي والاسلامي وابعاد الاردنيين عن ذلك المحيط لكنهم رفضوا وانتفضوا ضد المحتل.
وكانت ثورة ابناء الاردن الشرفاء ضد الانتداب البريطاني من لحظة اعلانه وعد بلفور والسماح لليهود باقامة وطن قومي لهم في الاردن وفلسطين تم استثناء الاردن من الوعد المشؤوم والاعلان عن اقامة امارة شرق الاردن.
وطوال فترة الانتداب البريطاني كانت الاردن وفلسطين دولة واحدة وراية واحدة وشعب واحد وقيادة واحدة حيث عمل الشعب الى جانب القيادة على وقف الهجرات الصهيونية الى الارض المقدسة ووقف الاستيطان واستيلاء الصهاينة على ارض فلسطين من خلال فرض الكثير من الخطط والتوجهات وعلى ابناء الوطن ومن خلال شراء الاراضي من الاقليات والسماسرة ومن خلال العصابات الصهيونية التي استوطنت غرب النهر.
وخلال فترة الانتداب البريطاني والتي زادت على 26 عاماً لم يهدأ لابناء الوطن وقيادته بالاً وهم يدافعون عن الحرية ويطلبون بالاستقلال ويحاربون مخططات الانتداب في الضفتين حيث وضعت بريطانيا خطة لتقسيم الارض وتسهيل السيطرة عليها واتبعت سياسية فرق تسد من خلال زرع الفتنة والفرقة بين ابناء الشعب الواحد ورغم كل العقبات التي وضعت في طريق الاستقلال، الا ان الشعب الاردني بقي يناضل ويكافح ويطالب بالاستقلال وقد قدم الشهداء تلو الشهداء الى ان اعلنت بريطانيا في الامم المتحدة وقف الانتداب على الاردن في ايار من عام1946م .
في يوم الخامس والعشرين من أيار من كل عام يحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال وكلهم امل بالتقدم والازدهار ووضع الاردن في مصاف الدول المتقدمة فالاستقلال يتطلب ان نحافظ عليه وان نعمل من اجل صيانته بالانتماء الصادق والولاء الواضح والعمل من اجل المساهمة في بناء الوطن واعلاء شأنه، فليعمل كل واحد من موقعه ومكانه فالاردني على ثغرة لا بد ان يجتهد في سدها ليكون هذا الوطن، الوطن المعطاء ولنحافظ عليه ولنحميه من أطماع الطامعين واحقاد الحاقدين وشرور المتربصين فالحفاظ على الاستقلال يحتاج الى الأوفياء الذين يدافعون عن الوطن وينتمون اليه ويعلمون من أجله.