نضال محور المقاومة في وجه العدوان والصمت العربي.. بقلم عمر ضمرة
الدرب نيوز-
إن ما تتعرض له غزة والضفة الغربية واليمن والآن حزب الله في لبنان من عدوان صهيوني غاشم متواصل، ومحاولات الاعتداء على حرية دول المحور في سبيل تغيير سياساتها ومواقفها المبدئية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في دحر العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية، يمثل فصلاً مأساويًا جديدًا في تاريخ الإنسانية.
منذ انطلاق “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023 على يد المقاومة الفلسطينية الباسلة، اتخذت حركات المقاومة المنضوية في محور المقاومة في لبنان واليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، موقفًا مبدئيًا منسجمًا من أبجدياتها السياسية ومنطلقاتها الفكرية التي تأسست على ضوئها، فهي التي تنحاز بلا تردد إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتوق إلى نيل حريته من قبضة الإحتلال الصهيوني المستبد والغاشم.
لقد برهنت “دول محور المقاومة”، للعالم، أن العنف والضغوط لا يمكن أن تثنيها عن مواقفها الراسخة، في الوقت الذي تتخاذل فيه دول العالم، ودول العالم العربي، عن أداء دورها الأخلاقي، إذ يشهد المجتمع الدولي صمتًا مشينًا على المجازر التي يرتكبها الطغاة الصهاينة في حق الشعوب المضطهدة.
إن ما يجري هو ضرب بعرض الحائط لكل المواثيق والاتفاقات الدولية والإنسانية، وكأنها مجرد حبر على ورق، إذ أن هذا الصمت الجبان لم يعد مجرد جريمة في حق تلك الشعوب المكلومة، بل هو مشاركة غير مباشرة في تلك الجرائم، ووصمة عار على جبين الإنسانية.
لا يمكن لدول محور المقاومة الحرة، التي تساند “مظلومية” الشعب الفلسطيني، أن تقف مكتوفة الأيدي في وجه هذا الإجرام الصهيوني غيرالمسبوق، حتى وإن كلفتها مواقفها ثمنًا باهظًا، سواء كان محسوبًا أو غير محسوب، بل على العكس، فإننا نرى دول محور المقاومة تقف بصلابة في مجابهة الطغاة، والنازيين الصهاينة، وترسل رسالة واضحة للعالم مفادها: ان الحرية والعدالة لا تشترى ولا تباع، وأن النضال من أجل كرامة الإنسان واجب لا يحتمل التأجيل.
في هذه الظروف، بات من الضروري أن تتحرك الهيئات الأممية لصياغة قرارات جريئة تردع جبروت الصهاينة وتدفعهم لوقف عدوانهم بحق المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وفي كل مكان، وتجبرهم على الوقوف أمام محكمة الجنايات الدولية.
إن الكيان الصهيوني يثبت للعام أجمع أنه حاضن لمجرمي الحرب، والمتعطشين لارتكاب المجازر، ورؤية الدماء التي تغطي وجوه الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، فهولاء هم عار على جبين الإنسانية، ولا يملكون ذرة من الضمير أو الإنسانية، ويجب أن يلاحقوا قضائيًا ليكونوا عبرة لكل من يتجرأ على انتهاك حقوق الشعوب.
إن المأساة الكبرى تكمن في أن دولًا عربية، بعدما اعتادت الذل والاستكانة، ومنذ اليوم الأول لاندلاع “طوفان الأقصى”، تهاجم اليوم تصرفات محور المقاومة، التي تسعى إلى نصرة الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حريته وحقه بنيل استقلاله وإقامة دولة فلسطينية حرة وذات سيادة، لكن التاريخ لن يرحم كل من تخاذل أو شارك في قمع تطلعات الفلسطينين نحو الحرية.
إن الاختبار اليوم ليس مجرد اختبار لسيادة الدول، بل هو اختبار للضمير العربي والإنساني بأسره، ” فإما أن نكون أو لا نكون”، يا “أمة ضحكت من جهلها الأمم”.