زرقاويات

التربية الإعلامية ودورها في محاربة الأخبار الكاذبة والشائعات

التربية الإعلامية في ودورها في محاربة الأخبار الكاذبة والشائعات

الدكتور ماجد الخضري

أستاذ مشارك في الإعلام الرقمي

جامعة العلوم التطبيقية الخاصة

الدكتور محمد كامل القرعان استاذ مساعد في قسم الاعلام الرقمي جامعة العلوم التطبيقية الخاصة

الدكتور خالد هيلات استاذ مساعد في كلية الاعلام جامعة اليرموك

 

  • ملخص الدراسة

مصطلح التربية الإعلامية  من المصطلحات الجديدة التي برزت مع ظهور وانتشار وسائل الإعلام واصبح هذه المصطلح متداولا مع ظهور شبكة الانترنت وانتشار الهواتف الخلوية المرتبطة بهذه الشبكة .

وقد  ظهرت الحاجة الماسة لنشر التربية الإعلامية بسبب الانتشار الواسع للإعلام والتكنولوجيا خلال القرن العشرين وتزايد متابعة واستخدام المجتمع  لوسائل التواصل الاجتماعي والاعتماد عليها في الحصول على المعلومات.

حتى ان وسائل الاعلام  وخاصة  الوسائل المشبوكة على الانترنت مثل وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت المصدر الرئيس الذي يتزود به الجمهور بالاخبار والمعلومات وتفوقت على و سائل الاعلام التقليدية في تزويد الجمهور بالاخبار والمعلومات وقد تطلب ذلك ان يكون الجمهور على اطلاع على آلية عمل هذه الوسائل وان يكون قادرا على التحقق من الاخبار ومصادرها والتميز بين الاخبار والشائعات وان يكون قادرا على تحليل مضمون هذه الوسائل وما يتم نشره من خلالها .

وقد ظهر الاهتمام جليا بالتربية الاعلامية من خلال منظمة اليونسكو في عام 1982م حيث خصصت المنظمة عدد من الندوات لمناقشة موضوع التربية الاعلامية.

وفي عام 2001 قامت اليونيسكو بتوزيع استبيان يتعلق بالتربية الاعلامية حيث وزع الاستبيان في اثنين وخمسين دولة وتناول ثلاثة قضايا اساسية هي التعليم الإعلامي في المدارس من حيث المدى والأهداف والأسس و المفاهيم والمعطيات الحالية وطبيعة التقييم ودور الإنتاج من قبل الطلاب

و  إشراك المؤسسات الإعلامية ومنظمي وسائل الإعلام في التربية الإعلامية؛ ودور المجموعات الشبابية غير الرسمية؛ ومعطيات تعليم المعلمين.

تطوير التعليم الإعلامي من حيث بحث وتقييم معطيات التعليم الإعلامي؛ والاحتياجات الرئيسية للمعلمين؛ والعقبات التي تعترض التنمية في المستقبل؛ والمساهمة المحتملة لليونسكو.

وفي أوروبا كان الاهتمام بموضوع التربية الاعلامية واضحا بعكس ما جرى في الدول العربية التي ما زالت غير مهتمة بهذه القضية على الرغم من اهميتها وعلى الرغم  من ان الدراسات تشير الى ان الشعوب العربية متقدمة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي  التي اصبحت مكون رئيس من مكونات الاعلام .

وفي هذا المضمار كانت بريطانيا من الدول السباقة في هذا المجال ولحقتها فرنسا والمانيا وهولندا حيث كان الاهتمام المتزايد بالتربية الاعلامية من خلال تدريب الطلبة على التعامل مع وسائل الاعلام ومن خلال العمل على محو الامية الاعلامية حيث انا دولة مثل استراليا وضعت التربية الإعلامية ضمن المنهج الالزامي للطلبة .

وفي العالم العربي، كانت الأردن أول دولة عربية تدرج التربية الإعلامية في المناهج المدرسية حيث قامت الحكومة الأردنية بتشكيل فريق لمتابعة مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية وذلك بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومعهد الإعلام الأردني.

وجاء الاهتمام بالتربية الاعلامية على اعتبار انها اصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة البشر في العصر الحالي هذا العصر الذي وصف بانه عصر الاتصال والمعلومات العصر الذي أصبحت فيه الكرة الأرضية عبارة عن قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال التي مكنت الانسان في شرق الارض من معرفة اخبار الإنسان في غربها خلال دقائق لذا اصبح دراسة التربية الاعلامية ذو اهمية كبير

(1_2) الاطار النظري

هدفت هذه الدراسة لتتبع مفهوم التربية الاعلامية واهمية دراستها خاصة في اوساط طلبة المدارس والجامعات في ضوء الانتشار الكبير لشبكة الانترنت وتزايد استخدامها من قبل عامة الناس في مختلف دول العالم ومنها في الاردن وفي ظل انتشار الاعلام الضار والاخبار الكاذبة التي تعج بها الشبكة العنكبوتية والتي اصبحت تؤثر على قيم ومعتقدات الشعوب وتساهم مساهمة كبيرة في نشر الشائعات

(1_3) مصطلحات الدراسة  

التربية الإعلامية  :- ونعني بهذا المصطلح الدراية بوسائل الإعلام ومعرفة التعامل مع هذه الوسائل بما يشمل تميز الإخبار الصادقة والرصينة عن الاخبار غير الصادقة والشائعات التي اصبحت تنتشر بكثرة من خلال شبكة الانترنت وازدحمت بها هذه الشبكة واصبح الناس يتدولونها دون التأكد من مصداقيتها .

وتُعَرف التربية الإعلامية بناءً على الرابطة الوطنية الأمريكية للتربية الإعلامية:-

بأنها سلسلةٌ من الكفاءات الإعلامية مع قدرةٍ على الوصول والتحليل والتقييم والتواصل ضمن مجموعةٍ متنوعة من الأشكال التي يمكن أن تكون رسائل مطبوعة أو غير مطبوعة.

و تعرّف منظمة اليونسكو التربية الإعلامية والمعلوماتية بأنها:

الكفاءات الأساسية التي تتيح للمواطنين التعامل مع وسائل الإعلام على نحو فعّال، وتطوير الفكر النقدي ومهارات التعلّم مدى الحياة، في سبيل تنشئة اجتماعية تجعل منهم مواطنين فاعلين.

ويعرّفها معهد الثقافة الإعلامية بالولايات المتحدة الأميركية بأنها :- الإطار العام الذي يمنح للمتلقي القدرة على الوصول إلى الرسائل الإعلامية بكافة أشكالها، والقدرة على تحليلها وتقييمها وإنتاجها، على الرغم من اختلاف أنواع هذه الرسائل، بدءاً من الوسائل المطبوعة وانتهاءً بشبكة الإنترنت.

الشائعه :- هي عبارة عن نشر خبر ما بصورة غير منتظمة، وبدون التحقق من صحته

وهي المعلومات أو الأفكار،التي يتناقلها الناس، دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها.

أو هي الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة.

او هي كلام هام أو أفكار عامة، انتشرت بسرعة ، واعتقد الجمهور بها ، وليس لها أي وجود ..

وعرفت انها  ضغط اجتماعي مجهول المصدر،يحيطه الغموض والإبهام،وتحظى من قطاعات عريضة بالاهتمام، ويتداولها الناس لا بهدف نقل المعلومات،وإنما بهدف التحريض والإثارة وبلبلة الأفكار

 

 

(1-4)  تساؤلات الدراسة :-

  • هل نحتاج الى التربية الاعلامية في ظل ازدياد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
  • هل وسائل التواصل الاجتماعي تساهم بنشر الشائعات والاخبار الكاذبة
  • هل دراسة التربية الاعلامية سيساهم بالحد من الاخبار الكاذبة والشائعات
  • هل ساهمت التربية الاعلامية بالحد من الشائعات والاخبار الكاذبة في الدول التي اقرت تدريس التربية الاعلامية

 

(1-5) المقدمة

تعتبر دراسة التربية الاعلامية في غاية الاهمية مع الانتشار الكبير للاعلام الالكتروني الرقمي وازدياد استخدام الجمهور للهواتف النقالة المزوده بالانترنت ومن الممكن ان تساهم التربية الاعلامية في مساعدة الجمهور على الوصول  إلى وسائل الإعلام وتحليل محتوى هذه الوسائل وتقييم الرسائل و إيجاد وسائل للتعبير عن الذات والتواصل.

 

فالتربية الاعلامية  تختص في التعامل مع كل وسائل الاعلام  المقروءة والمسموعة والمرئية وهي  تشمل الكلمات ، والرسوم المطبوعة ، والصوت ، والصور الساكنة والمتحركة، التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من انواع التقنيات.

و تمكن افراد المجتمع من الوصول إلى فهم افضل لوسائل الاعلام التي تستخدم في مجتمعهم ، والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل ، ومن ثم تمكنهم من اكتساب المهارات في استخدام وسائل الاعلام للتفاهم مع الاخرين و  التعرف على مصادر النصوص الاعلامية ، واهدافها السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية ، و السياق التي وردت فيه.

و التحليل وتكوين الاراء حول المواد الاعلامية ، وانتاج الاعلام الخاص بكل فئة من فئات المجتمع .

و التحليل وتكوين الآراء حول المواد الاعلامية ، انطلاقا من تحليل هذه المواد وبعد معرفة الاهداف التي كونت من اجلها

و فهم وتفسير الرسائل التي تنشر فكل رسالة لها هدف وغاية

والوصول إلى الاعلام ، او المطالبة بالوصول إليه ، بهدف التلقي او الانتاج.

و اختيار وسائل الاعلام المناسبة التي تمكن الشباب من توصيل رسائلهم الاعلامية ، وتمكينهم من الوصول إلى الجمهور المستهدف.

(1-6) مشكلة الدراسة :-

برزت مشكلة هذه الدراسة مع ازدياد انتشار الانترنت وظهور وسائل الإعلام الالكترونية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات الاجتماعية التي ساهمت مساهمة كبيرة بانتشار الاعلام الالكتروني والاعلام الاجتماعي ومنصات التواصل الاجتماعي والتي ساهمت بازدياد عدد المؤسسات الاعلامية وازدياد التطبيقات التي تتيح للجمهور ان يتحول من مستقبل الى مرسل مما ساهم مساهمة كبيرة بنشر الاخبار الكاذبة والشائعات وانتشار الرسائل الاعلامية الضارة مما زاد من الحاجة الى التربية الاعلامية وتعريف الجمهور بكيفية التعامل مع وسائل الاعلام وكيفية كشف الاخبار الكاذبه وغير الصادقة وتبصير الناس بكيفية التاكد من الاخبار .

(1-7) فرضيات الدراسة :-

  • ساهمت وسائل الاعلام الالكترونية بزيادة انتشار الاخبار الزائفة
  • ازدادات الحاجة الماسة لدراسة التربية الاعلامية مع ازدياد انتشار وسائل الاعلام
  • ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بزيادة حرية النشر ولكنها ساهمت ايضا بزيادة نشر الاخبار الضارة
  • دراسة التربية الاعلامية يساهم بالحد من نشر الشائعات والاخبار الكاذبة

(1-8) اهداف الدراسة :-

من المتوقع ان تساهم هذه الدراسة مساهمة كبيرة في التوعية الاعلامية وفي زيادة قدرة الناس على التعامل مع وسائل الاعلام بطريقة صحيحة وسليمة فالكثير من افراد الجمهور لا يستطيعون التعامل مع وسائل الاعلام بكفاءة  وقد لا يميزون بين الاخبار الصادقة والاخبار الكاذبة وبين الشائعات والمعلومات الصحيحة ومن الممكن ان تساهم هذه الدراسة في مساعدة الجمهور على التعامل مع وسائل الاعلام بصورة صحيحة سواء من ناحية التلقي او الارسال بحيث يتعرفون على المعلومات المضللة بيسر وسهولة ويرسلون معلومات الى الجمهور صادقة ويتأكدون منها قبل عملية النشر .

(1_9)   : أهمية الدراسة:

1-9-1: الأهمية النظرية:

من المتوقع أن تساهم هذه الدراسة مساهمة فاعلة في إثراء الجانب النظري في المجال المدروس  من خلال تقديم نتائج عملية يمكن أن تضيف شيئا إلى موضوع البحث، أو تطور بعض النظريات التي من الممكن أن تفسر الظاهرة المدروسة و العلاقة القائمة بين الجمهور ووسائل الإعلام.

1-9-2: الأهمية العلمية:

ستساهم هذه الدراسة في إثراء الجانب العملي والتطبيقي في عمل وسائل الإعلام، كونها ستعتمد على دراسات ومؤشرات رقمية حيث أن الفترة الزمنية للدراسة تنبع من كونها فترة بالغة الأهمية في تاريخ الأمة العربية وفي تاريخ الأردن، والكثير من الباحثين يعتبرون فترة الدراسة من الفترات المفصلية في تاريخ الأمة العربية.

 

(1_10) منهج الدراسة :-

 

تناولت مناهج البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية منهجين أساسيين هما: المنهج الكمي والمنهج الكيفي، يستخدم الأول في إنتاج بيانات رقمية / عددية / إحصائية، وبذلك يرتبط بالجانب الوصفي والكمي، ويبحث مدى قابلية الظواهر المدروسة للقياس.

أما المناهج الكيفية فتدخل في سياق المناهج التحليلية المتسمة بالعمومية والشمولية، وتهتم أساسا بإنتاج بيانات حول الخبرات والمعاني الشخصية للأفراد الفاعلين اجتماعيا، معتمدة أساسا لغة التفاعل الاجتماعي أو ملاحظة سلوكه.

يختلف المنهج الكيفي عن الكمي في دراسة الظواهر السلوكية والاجتماعية في كون الأول يرفض اعتبار أن طرق وأغراض العلوم الاجتماعية هي ذات الطرق وأغراض العلوم الفيزيقية.

ومع ازدياد نبرة الخلاف وحدته، ظهرت مؤخرا الكتابات المعتدلة التي تنادي بأن كلا المنهجين له مزاياه وله عيوبه، وأن هناك متسعا في العلوم الاجتماعية لكليهما، وعليه فكلاهما مطلوب…وقد يتبادر إلى الذهن في أول وهلة سؤال يتعلق بكيفية أو مدى إمكانية دمج هذين المنهجين. ويمثل التعدد المنهجي الوسيلة الوحيدة للجمع بين هذين المنهجين في دراسة واحدة، إذ بإمكان الباحث أن يستخدم المنهجين الكمي والكيفي معا في دراسة الظاهرة نفسها مستخدما التعدد المنهجي الذي من شأنه أن يؤدي إلى تلافي عيوب المنهجين والجمع بين مزاياهما.

وانطلاقا من فرضيات  الدراسة السابقة, فان المنهج المتبع في هذه الدراسة  يقوم  على المنهج الوصفي .

اهمية التربية الاعلامية

لقد ظلت المدرسة المصدر الأول للمعرفة حتى بدايات القرن العشرين، إلى أن برز الإعلام وأصبح منافسا لها وللأسرة، فهو يملك النصيب الأكبر في التنشئة الاجتماعية والتأثير والتوجيه وتربية الصغار وتوجيه الكبار.

فالاعلام هو مصدر المعرفة الاول الان وقد تفوق على كافة مصادر المعرفة التقليدية واصبح الاعلام هو المصدر الاول في تشكيل عقول سكان الكرة الارضية حيث دلت الدراسات على ان ما يزيد عن 80% من المعرفة المتكونة لدى الناس هي من خلال تواصلهم مع وسائل الاتصال.

تطور مفهوم التربية الإعلامية:-

ظهر مفهوم التربية الإعلامية في العالم في آواخر الستينات حيث؛ ركز الخبراء على إمكانية استخدام أدوات الاتصال ووسائل الإعلام “كوسيلة تعليمية“. وبحلول سبعينات القرن الماضي بدأ النظر إلى التربية الإعلامية على أنها تعليم بشأن الإعلام، وأنها مشروع دفاع هدفه حماية الأطفال والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الإعلام، وانصب التركيز على كشف الرسائل المزيفة والقيم غير الملائمة، وتشجيع الطلاب على رفضها وتجاوزها.

في السنوات الأخيرة تطور مفهوم التربية الإعلامية بحيث؛ لم يعد مشروع دفاع بل مشروع تمكين، يهدف إلى إعداد الشباب لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم، وحسن الانتقاء والتعامل معها والمشاركة فيها بصورة فعالة.

وتعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو الداعم الأكبر عالميا للتربية الإعلامية، فتقارير مؤتمرات المنظمة تولي أهمية كبرى للتربية الإعلامية حيث تؤكد على أنه يجب أن نعد الجيل الحالي للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة، وهي بذلك تشير إلى أن الإعلام يملك سلطة مؤثرة على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات في مختلف الجوانب اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.

ومن خلال أنشطة اليونسكو المتعددة في هذا المجال فإنها تعتبر التربية الإعلامية جزءا من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم، وتوصي بضرورة إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج التربوية الوطنية، وضمن أنظمة التعليم غير الرسمية سيما ان وسائل الاعلام لها تأثيرا قويا وفعالا  على الجمهور  وقد استطاعت هذه الوسائل ان تخترق حياتنا بشكل غير مسبوق واصبحت جزءا لا يتجزا منها  فالدراسات تشير الى ان الانسان الطبيعي يشتبك يوميا مع هذه الوسائل اكثر من اربع ساعات أي ان هذه الوسائل قد اصبحت جزء لا يتجزا من حياة البشر ولا يستطيع الانسان الاستغناء عنها بعد ان اصبح  تأثيرها يفوق تاثير الأسرة والمدرسة والمسجد والجامعة .

هذه الأسباب وغيرها جعلت أثر الإعلام على المستوى العالمي يفوق أثر المدرسة والأسرة وجميع مؤسسات المجتمع الأخرى

اهمية التربية الاعلامية :-

وتكمن أهمية التربية الإعلامية في ان الاعلام اصبح جزءا لا يتجزء من حياة المواطن في اي مكان من العالم ولم يعد بالامكان الاستغناء عن الاعلام الذي حل تقليديا محل البيت والمدرسة ودار العبادة في بناء شخصية الفرد وتكوين افكاره وأرائه .

واصبح الاعلام يساهم بتكوين المعتقدات والشخصية العامة للفرد ويوجه نحو بناء قدراته ومواهبه ويساهم  مساهمة كبيرة في تشكيل الراي العام وتكوين الاتجاهات والانطباعات وهو القادر على صناعة الشخصيات والنجوم وابرازها وهي التي تؤثر بشكل مباشر في التأثير على الافراد بشكل مباشر وغير مباشر من خلال نقل الافكار والاراء وتاثر الاخرين بها .

ومن هنا اصبحت الحاجة ماسة لنشر الوعي بكيفية التعامل مع وسائل الاعلام وهو ما اطلق عليه التربية الاعلامية وقد اصبحت هذه التربية جزءا لا يتجزأ من حياتنا وحاجة ماسة  وضرورة لكافة  الافراد بغض النظر عن اعمارهم فالعالم اصبح قرية صغيرة والكل يستخدم الاعلام ويتعامل به ومعه  ويحتاج الى تفسير مضامينه وفهم قيمة ونقده وتقيمه واختيار وسائل الاعلام الصادقة لمتابعتها .

فالفضاء يعج اليوم بالآلاف من وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة والتي اصبحت في متناول الجميع  بفضل الاقمار الصناعية وشبكة الانترنت وقد لا يميز الكثير من الجمهور الغث من السمين وهنا ياتي دور التربية الاعلامية التي تجعل الشخص قادرا على التعامل مع هذه الوسائل والاستفادة منها بشكل يعزز القيم الايجابية ويساهم ببناء المجتمع وازدهاره .

والقدرة على انتاج مضامين اعلامية ايجابية واستخدام وسائل الاعلام في التعبير عن ذاته وطرح ارائه وافكاره وقضايا المجتمع ومشاكله .

فالاعلام هو الأداة  الاولى للتواصل في العالم  وله تاثير كبير على الجمهور  ، ومن خلاله نطرح  ارائنا وافكارنا وقضايانا  و من خلاله نبني دورنا في الحياة العامة ونحقق ذاتنا .

فالتربية الإعلامية تمكن الناس من تفسير المواد الإعلامية ومن تكوين آراء واعية عنها بوصفهم مستهلكين وتمنحهم القدرة على تميز الغث من السمين ومعرفة المواد الاعلامية غير الصادقة وغير المحايدة والتي تنشر كنوع من الدعاية وليس كنوع من الاخبار الصادقة لذلك اصحبت الحاجة ماسة للتربية الاعلامية لحماية المجتمع من الاعلام الضار غير  الموضوعي و  الاعلام التجاري والاعلام الموجه من اطراف معادية والذي يهدف للتأثير على حضارتنا وقيمنا ومجتمعنا فالاعلام في هذا العصر اصبح قوة لا يستهان بها واصبحت الدول الكبرى تتحكم في الاعلام وتسيطر عليه وتعتبره اداة من ادوات السيطرة على الدول والشعوب كما نحى الاعلام منحى تجاري واصبحت بعض الشركات الكبرى تتحكم به لغايات فكرية وتجارية  .

فالاعلام من اخطر الادوات التي تساهم في تشكل الحضارة وتكوين المجتمعات وللاسف فاننا في العالم العربي بتنا نستهلك الاعلام كما نستهلك المواد غير الضرورية من كماليات وغيرها.

فالاعلام يتدفق علينا من الدول الغنية دول الشمال الى الدول الفقيرة دول العالم الثالث وهو ينقل الينا انماط الحياة وطرق الاستهلاك في الغرب وطرق التفكير دون ان يكون هناك فلتر يفلتر هذا الاعلام ويختار النافع منه ، مما يحتم على الفرد ان يختار بنفسه وان يحدد اعلامه الذي يريد من محطات فضائية واذاعية وصحف ورقية والالكترونية  وان يساهم بحماية نفسه وافراد اسرته وتحديدا الاطفال  من التأثيرات السلبية للاعلام الضار .

فالتربية الاعلامية تعمل على تطوير قدرات الفرد المستخدم للاعلام  وتمكنه من التعرف على العلاقة بين المحتوى الإعلامي النافع وتميزه على الضار وغير الصادق والموجه  .

وتساعد  الأفراد على امتلاك المهارات اللازمة والضرورية لتمكينهم من الانخراط بشكل إيجابي مع بيئتهم الإعلامية

و تكريس الوعي الإعلامي الذي يمكن القول أنه عملية عقلية معقدة  تتيح للافراد الممارسة الاعلامية الصحيحة

و تعلم  مهارات فك الرموز وتحليل المحتويات التي تنتجها وتبثها وسائل الإعلام. وصولا الى معرفة الية عمل وسائل الاعلام.

الأهداف العامة للتربية الإعلامية

 

فالتربية الاعلامية تهدف لحماية المواطن من الاعلام غير المرغوب به خاصة فئة الاطفال وتوعيته بطرق استخدام الاعلام ونقده وتحليل مضمونه والاستفاده منه بصورة ايجابية وحماية ثقافة الامة ومعتقداتها من التهميش في ظل انتشار العولمة التي حولت العالم الى قرية صغيرة وجعلت الاعلام تحت سيطرة الدولة القوية الا وهي الولايات المتحدة الامريكية التي حازت على الفضاء العالمي وملئته بالاكاذيب والدعايات وقد  همشت الحضارات الاخرى وأضعفتها وجعلت من الحضارة الأمريكية الحضارة النموذج التي يجب ان يقتدي بها جميع سكان الكوكب .

والاعلام الامريكي  معروف عنه ترويج الشائعات ونقل الدعايات لذلك لا بد من امتلاك مهارة مشاركة الرسائل الاعلامية والتاكد من صدق مضمون الرسالة قبل مشاركتها فربما تكون الرسالة غير صادقة او ربما تكون رسالة دعائية او تتضمن معلومات غير مؤكد منها فيتم ترويجها دون معرفة الجهة التي قامت بصناعتها ثم بثها في الفضاء

 

فمهارة مشاركة الرسائل الإعلامية لها علاقة وثيقـة بـالتفكير الإبداعي والتفكير العلمي و بواسطة هذه المهارة يستطيع الفـرد نقـل الأفكـار  الى الاخرين بعد التأكد من صحة الرسالة وربما مقارنة المعلومة بين اكثر من مصدر والتأكد من صدقها قبل إرسالها فبعض الرسائل تكون مجهولة المصدر بعكس الإخبار الرصينة التي تكون صادرة عن وكالات انباء عالمية او وطنية او اقليمية ويكون المصدر في الغالب مذكور في مقدمة الرسالة او في ذيلها فمعروف اين هذه الرسالة قد صنعت  ؟؟ واين كتبت ؟؟  حيث ان المصادر العالمية للانباء لا تنشر الشائعات وانما الاخبار المؤكده ولكنها قبل تكون اخبار موجهة وقد تكون اخبار سلبية  لكنها لا تكون كاذب هاو لا اصل لها .

وان كانت التربية الاعلامية هي الدراية بالية عمل وسائل الاعلام والاستفادة من هذه الوسائل في بناء تربية سليمة ترتكز الى قيمنا واخلاقنا وحضارتنا العربية والاسلامية ووقف استهلاك الاعلام الغربي الذي يهدف لسلب الامة من قيمها ودينها  وتمكين الجمهور من تحليل الرسالة الاعلامية وفهم مضمونها فان الاعلام التربوي يختلف اختلافا واضحا وجليا عن التربية الاعلامية

فالاعلام التربوي هو هو ” نشر ما يحدث داخل الميدان التربوي للمجتمع بإستخدام وسائل التقنية الحديثة ”

او هو  استثمار وسائل الاتصال من أجل تحقيق أهداف التربية في ضوء السياستين التعليمية والإعلامية للدولة .

فالاعلام التربوي هو  القادر على الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة، وتطويعها لخدمة الفعل التربوي.

من خلال متابعة سلوكيات الطلاب في داخل المدرسة وخارجها وتعزيز الولا والانتماء للوطن وقيمه وحضارته وجعله جزء لا يتجزا من هذا الوطن مؤمنا بمبادئه وقيمه ومنتمى لحضارته ومدافعا عن عروبة الامة وانجازاتها على مر التاريخ .

فالإعلام التربوي مصطلح ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، للدلالة على التطور الذي طرا على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك اثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977م .

 

ومع التطور التقني الهائل الذي طرأ على وسائل الاعلام في العقود الثلاثة الأخيرة، والذي تمثل في الغاء الحواجز الزمنية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، تطور مفهوم الاعلام التربوي، وامتد ليشمل  تقويم السلوك الانساني والنظر الى التربية على انها عملية شاملة ومستدامة في ضوء الانتشار الواسع لوسائل الاعلام وتنامي قدرتها على التاثير في الاخرين وبعد تسرب الكثير من القيم السلبية والعادات غير المرغوبة الى الطلبة من خلال الاعلام

اما الاشاعه  هي ظاهرة اجتماعية قديمة، اتخذت عدة أشكال عبر التاريخ الإنساني، وتطورت بتطور المجتمعات، وهي متلازمة مع حركة الصراع والنزاع والاختلاف، ومصاحبة للأطماع الاقتصادية والعسكرية، ومرافقة للتغيرات الاجتماعية والتحولات السياسية والثقافية، غير أن الأشاعة أكثر انتشارا مع الحملات العسكرية والحروب. أما إذا كانت الشائعة مستمدة من الفعل الثلاثي “شاع” فان الإشاعة مستمدة من الفعل الرباعي”أشاع”، وتعني أنها منقولة بواسطة أفراد متطوعين او مكلفين وبالوسائل والأساليب التي تجعل منها مادة سهلة الانتشار، سريعة التأثير، فهي تنطلق من جزء من الواقع او خبر او حديث بعيدا عن المصدر او الشكل الذي قيلت فيه وتتناقلها الأفواه ووسائل الاتصال التقليدية في الحياة اليومية الاجتماعية، ولذلك تستخدم الشائعة في قياس الرأي العام، فهي عبارة عن استطلاع رأي يتعرف المهتمون من بثها ونشرها وتداولها على طبيعة اتجاه الرأي العام، والتعرف على مواطن الخلل والقوة في بنيان المجتمع، ليكون بذلك سبيلا لوضع الفلسفة السياسية العامة للقضية التي كانت الإشاعة مادتها سواء كانت لإصلاح المجتمع او للإغارة على المجتمع المعادي.

مفهوم الإشاعــة:

هي عبارة عن نشر خبر ما بصورة غير منتظمة، وبدون التحقق من صحته، والإشاعة تقوم بنشر الخبر بطريقة شبه سرية، ولا تذكر مصادره، وكثيرا ما تنشر أخبارا وهمية، وقد تكون حقيقية، ويلبسها بعض التحريف والتحوير الذي يشوه صورة الحدث الأصلي، وهي تعتمد بالأساس على الاتصال الفردي لانتشارها.

وهي بالمحصلة ضغط اجتماعي مجهول المصدر، يكتنفه الغموض والإبهام، ويتداولها الناس بهدف التحريض والإثارة وبلبلة الأفكار، وقد تعددت الآراء حول تفسير معنى الإشاعة، فيرى البعض انها ترويج لخبر لا أساس له، وترتكز على المبالغة والتهويل او التشويه بهدف التأثير النفسي في الرأي العام المحلي أو الإقليمي، لتحقيق أهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية على نطاق واسع.

في حين يرى البعض الآخر ان الإشاعة فكرة يطرحها رجل الدعاية حتى يؤمن بها الناس، فهو يعمل على نقلها من شخص الى آخر حتى يذيع مضمونها بين الجماهير، وهي معلومة لا يتم التحقق من صحتها ولا من مصدرها، وتنشر عن طريق النقل الشفهي، و يمكن تعريفها على أنها “رواية تتناقلها الأفواه دون التركيز على مصدر يؤكد صحتها”.

أهداف الإشاعة

تعد الإشاعة من أهم الوسائل الدعائية غير المقصودة وتسمى “ثرثرة”، ويجد ناقلها او مستقبلها لـذة في روايتها، وفيها متعة لدى البعض، ويكثر ترويج الإشاعات في زمن الحروب أكثر منه في السلم، وقد أثبتت دراسات علم النفس ان الإشاعة سلاح خطير في أوقات الحروب و الأزمات بصورة خاصة، لأنها تثير العواطف وتترك أثرا عميقا في نفوس الجماهير، فالشائعات تلعب دوراً أساسيا في دعم اتجاهات التماسك الداخلي للجبهة الداخلية، وتؤكد الشعور بالعزة والنصر (الدعاية البيضاء). أما إشاعة الكراهية، فتعمل على شق صفوف”الخصم” وبـث روح اليأس والإحباط بين أفراده، وتسمى (الدعاية السوداء)، مثال ذلك ما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث تم استغلال الإشاعة كل ضد الآخر، وقد اتصلت هذه الشائعات بالتمثيل بالأسرى والتنكيل بهم في قسوة، والهدف من ذلك هو بلبلة الأفكار وإثارة السخط وزيادة الانفعال، ومن أبرز أهــداف الإشاعة التي تسعى لتحقيقها ما يلي:

تكمن خطورتها في المساعدة على نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيدا لتدمير استقراره النفسي من خلال نشر الفتن وتفكك وحدة المجتمع.

و العمل على تدمير القوى المعنوية لدى “الخصم” وبث الفرقة والإرهاب والرعب، وتستعمل الإشاعة كستارة “دخان” لإخفاء الحقيقة، كما يمكن استخدامها كطعم لاصطياد المعلومات والحط من شأن مصادر الخصم.

و تلعب دورا مهما في الحروب، لأنها تثير عواطف الجماهير وتعمل على بلبلة الأفكار.

عوامل انتشار الإشاعــة:

و  تبرز في أجواء الترقب والتوقع، وعدم الاستقرار  وفي ظل  جود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع. وفي ظل سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتفشي ظاهرة البطالة.

مراحل ظـهور الإشاعــة:

و  تظهر مرحلة الإدراك الانتقائي في إدراك الحدث أو الخبر من جانب شخص أو عدة أشخاص، ويرجع اهتمامهم بالحدث لمغزاه الاجتماعي في نفوسهم.

ثم  مرحلة التنقيح بالهدف والإضافة لتتلاءم العناصر المكونة للإشاعة مع بعضها البعض.

ثم مرحلة الاستيعاب النهائي والانطلاق والانتشار بين الجماهير بعد أن تصل لمرحلة الاستيعاب والتوافق مع المعتقدات والأفكار والقيم السائدة في المجتمع.

تشكل الأهمية والغموض أهم شروط انتشار الإشاعة فشدة سريانها لا يكون حاصل جمع الأهمية مع الغموض، بل هي حاصل ضرب الأهمية بالغموض بمعنى أنه إذا كانت أهمية الخبر “صفراً” أو إذا كان الغموض “صفراً” فلن تكون هناك إشاعة، وإذا كانت طبيعة الإشاعة تتركز في الغموض والأهمية، فيمكن أن نقول، أن فرصة انتشار الإشاعة تزيد كلما ازدادت درجة الانسجام والتناسق بين شكل الإشاعة وصياغتها، وتزداد سرعة انتقالها كلما كان الوسط الاجتماعي مستعداً لتقبلها، وكلما كان محتوى الجد الذي تحتويه الإشاعة مختصراً.

أنــواع الإشاعات

تنقسم الإشاعات إلى ثلاث أنواع رئيسة هي:

إشاعـة الإسقاط التي تستطيع بها الذات حماية نفسها عن طريق إسقاط رغباتها المكبوتة على عناصر البيئة الخارجية.

و  إشاعـة التبرير، التي تعد حيلة نفسية، يلجأ إليها الفرد عندما يعوزه الدليل العقلي والأسباب المنطقية، وهذه الحيلة تكون سبباً كافيا لاطلاق الإشاعة

وتنتشر إشاعـة التوقع عندما تكون الجماهير مهيأة لتقبل أخبار معينة أو أحداث خاصة مهدت لها أحداث سابقة كإشاعات النصر أو الهدنة في زمن الحرب وغيرها وتنقسم الإشاعـة أيضا غلى البطيئة الزاحفة، والسريعة الطائرة، والإشاعة الهجومية

أساليب مواجهـة الإشاعــة:

يرى الخبراء في الحرب النفسية والدعاية، ان الإشاعات تمثل جزءا من الحرب النفسية، وان مقاومتها جزء من مقاومة الحرب النفسية ذاتها، وان التصدي لظاهرة انتشار الإشاعات في المجتمع، هو مسؤولية جماعية، أي أنها تقع على كاهل كل فرد من أفراد المجتمع من خلال تجنب ترديد الإشاعة ونشرها بين الناس، وإبلاغ الجهات المسئولة عنها فور سماعها بهدف القضاء عليها في مهدها، وتقف مباشرة عند ذلك الشخص الذي أبلغ عنها، ليأتيه التوضيح الصحيح من المسؤولين الذين ابلغهم بها، وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن القرآن الكريم قد رسم طريقا واضحا للمسلمين في مقاومة إشاعة الإفك، وهي طريق يمكن للمسلمين ان يسلكوه في كل زمان ومكان، ومن ذلك قوله تعالى:”إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هنيا وهو عند الله عظيم، لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم،يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا ان كنتم مؤمنين”(سورة النور آية15-17).

وترتكز مواجهة الإشاعة على العلم والخبرة، بشكل فعال، لقطع جذورها من نفوس الناس، واقتلاع أثرها، لتبدو وكأنها لم تكن، وكانت هذه المقاومة أمرا على أقصى درجات الأهمية، ومن صور اهتمام الدول بمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، أنها خصصت لها أكفأ رجالها وأجهزتها الإعلامية والاستخبارية والمنظمات الشعبية والسياسية بهدف كبح تقدمها وتغلغلها في الأمة ومكافحتها.

ومن أهم الإجراءات والأساليب لمقاومة الإشاعات نذكر ما يلي:

تعاون الجمهور في الإبلاغ عن الإشاعات والذين يروجونها.

وتكاتف وسائل الإعلام من أجل عرض الحقائق في وقتها،ونشر الثقة وتنمية الوعي العام بين الجماهير.

و  التوعية والإرشاد لتثبيت الإيمان والثقة،والثقة المتبادلة بين القمة والقاعدة.

و تولي الأمر في مواجهة هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة (الإشاعة) الى أهل العلم والمعرفة والخبرة والخلق والدين.

وضرورة تفنيد الإشاعة بالحجج والبراهين والأدلة والحقائق الثابتة، من خلال قيام المسؤولين بتكذيبها والبحث عن مصدرها (منبعها الأولي) والقضاء عليها من جذورها، وكشف مروجيها وأغراضهم الخبيثة.

و يتعين على أفراد المجتمع الابتعاد قدر الإمكان عن الإشاعات، وعدم الهروب من الواقع الذي يعيشه الإنسان مهما كان قاسيا ومرا، مع ضرورة العمل المستمر والثقة بالنفس والإيمان بالله والكفاح والصمود، وعدم إليأس وسيادة المودة بين أفراد المجتمع.

و العمل على تفحص الإشاعات ودراستها ومن ثم وضع خطة مضادة لها تكون قادرة على احتوائها، وهذا يقع على عاتق الخبراء والعلماء المتخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام والتربية، إضافة الى خبراء في المجالات الأمنية والاستراتيجية والعسكرية، بحيث يكون من مهام هذا الجهاز دراسة الإشاعات وأبعادها وتأثيراتها على المجتمع، كذلك وضع خطط وبرامج مضادة مثل شن العمليات النفسية ضد”الخصم” وكسر شوكته.

وتخصيص مكتب للاستعلامات، لمقاومة الإشاعة، ويمكن الاتصال به على عدة أرقام هاتفية، بحيث يجيب المختصون على أي استفسار حول الإشاعات التي يتم ترويجها، وبذلك يتم القضاء على الإشاعة في مهدها قبل نشرها على الرأي العام، ويجب التصدي للإشاعات التي تهدف، إلى ضرب أسس المجتمع، من خلال تفحص الإشاعات ودراستها، ووضع خطة مضادة لمقاومتها،والإشاعة تعتمد في الوقت الحاضر على العلوم والنظريات،فالإشاعة ليست بسيطة كما كانت في الماضي،وانما أصبح يشترك في وضعها وتخطيطها خبراء وعلماء في علم النفس والاجتماع والاتصال والطب،ذلك ان الإشاعة المحبوكة جيدا تؤتي نتائجها حتما وتحقق أغراضها في إحداث البلبلة في الرأي العام وتدمير المجتمع من الداخل حتى لا يستطيع المقاومة،ومن ثم يفقد صوابه ويسلم بما هو قائم.

المراجع :-

  • الطعاني سليمان ن الوجير في التربية الاعلامية :- دار الخليج للنشرو التوزيع ، عمان 2015
  • العسكري سليمان ، التربية الاعلامية في العصر الرقمي ، المركز العربي للبحوث ، الكويت ،2018م
  • ريس عبد الفتاح ، دور التربية الاعلامية في تنمية تفكير الطلاب ، كنوز المعرفة 2013م
  • الخضري ماجد ، صناعة الخبر ، دار اسأمه ، عمان ، 2019م
  • الرحاب ، حامد عبد القادر ، فن التحرير الصحفي ، ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، عمان 2016م
  • الدليمي ، عبد الرزاق محمد ، التحرير الصحفي ، ، دار المسيرة للنشر والتوزيع ، عمان،2018م
  • علي عبد الفتاح علي ، الحديث الصحفي والمقابلات ، ص 39 ، دار الأيام للنشر والتوزيع ، عمان
  • الطراونة ، كامل عبد السلام ، التحقيق الصحفي ، ص 17 ، دار أسامة ، عمان 2015
  • فضالة ، سليمان موسى ، فن المقال الصحفي ، ص 27 ، دار أسامة ، عمان 201

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى