اخبار عربية

تطورات الازمة السعودية الاماراتية

وادر أزمة حادة بين السعودية والإمارات تلوح في الأفق، تترسخ واقعياً، تستند على تباين وجهات النظر حول عدد من القضايا، تبدأ من النفط، وتمر عبر اليمن، ويقع ضمنها التقارب السعودي القطري، مثلما تؤكد مصادر عدة، عبرت صراحة عن وجود شرخ يمتد بين الرياض وأبوظبي.

وتنطلق التحليلات والدراسات والتقارير الأخيرة من وجود عدد من المؤشرات عززت من هذا التباين بين الدولتين، مع تصاعد حدة التصريحات الرسمية بين العاصمتين، التي تشير إلى هذا الخلاف.
وينطلق المتابعون للشأن الخليجي من عديد التحولات التي كرست هذه الاستنتاجات التي تتجسد ميدانياً، مع توالي عدد من القرارات الأخيرة، التي أبرزت الشقاق بين الرياض وأبوظبي.
ومن أبرز التحولات الأخيرة التي توقف عندها المراقبون استضافة قناة العربية السعودية خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، الذي أعلن صراحة أن مشروع حركة حماس هو للمقاومة والتحرير وليس لشن الحروب. وأضاف عبارة أبرزتها العربية، وما كانت لتظهر أو حتى تذاع المقابلة في ظروف سابقة بإعلانه عبر منبر سعودي: “كنا ولا نزال ننتمي فكرياً إلى الإخوان المسلمين”. مجرد إبراز العبارة والحديث عن الإخوان يعتبر رسالة واضحة لأبوظبي التي لها حساسية مفرطة تجاه الحركة، وهو أمر لا تخفيه.
وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في أحدث تحليل نشرته، أن أبوظبي تشعر بالقلق من سرعة المصالحة السعودية مع قطر، وإنهاء الحصار، والحظر التجاري والسفر الذي فرض على الدوحة منتصف 2017.

وقالت كارين يونغ، الزميلة الأولى في معهد الشرق الأوسط، إن “المنافسة المتزايدة داخل دول الخليج مرتبطة بعدد من قضايا السياسة الاقتصادية”.
وأضافت بحسب ما ورد في تقرير الصحيفة أنه من الواضح أن المملكة العربية السعودية قد زادت الضغط، (إشارة إلى خلافات حول إنتاج النفط)، في حين أن الإمارات العربية المتحدة تضغط لتأمين أهدافها الربحية في هذا السوق الضيق.

ومؤخراً طالب عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، بـ”قليل من التنازل والعقلانية” لجعل ثالث اجتماع لمجموعة منتجي النفط “أوبك+” ناجحاً. وهي إشارة مباشرة وجهت لأبوظبي التي تعرقل التوافق حول الإنتاج.
وجاء ذلك في مقابلة خاصة مع قناة “العربية” السعودية، نقلتها عبر موقعها الإلكتروني عقب تمسك إماراتي بزيادة غير مشروطة لإنتاج “أوبك+” في أغسطس/آب، في انتقاد نادر بين الحليفين.
كما نقلت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن مصادر في المجموعة قولها إن السبب الرئيس لفشل المجموعة في التوصل إلى اتفاق “تمثل بموقف الإمارات المعارض لمقترح روسي سعودي برفع تدريجي للإنتاج”.
وإلى وقت قريب لم تكن الإمارات تظهر علانية مواقفها حيال الخلافات المستترة مع الرياض، وهي عادة ما تفضّل حل المسائل الشائكة بعيدا عن الأنظار، لكنها حالياً انتقلت إلى المواجهة المباشرة. ودخلت في مواجهة علنية نادرة مع حليفتها التقليدية السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم وزعيمة مجموعة الدول المصدرة “أوبك”.

حظر سفر السعوديين يشعل فتيل الأزمة

والسبت، أعلنت وزارة الداخلية السعودية منع سفر المواطنين المباشر أو غير المباشر، دون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية، إلى كل من إثيوبيا والإمارات وفيتنام، بسبب ما اعتبرته استمرار تفشي جائحة كورونا، وهو قرار أخرج أبوظبي عن صمتها.
وأعلنت السلطات السعودية أيضاً إيقاف الرحلات الجوية بين الدول الممنوع السفر منها وإليها، وتطبيق الحجر المؤسسي على جميع القادمين منها مواطنين وغيرهم.
وسريعاً تحركت الرياض، وضاعفت الخطوط الجوية السعودية رحلاتها إلى الإمارات لإعادة المواطنين الموجودين هناك، عقب قرار وزارة الداخلية الأخير بمنع سفر السعوديين إلى الدولة الجارة بسبب مستجدات الوضع الوبائي.
واستفز قرار الرياض تصنيف أبوظبي ودبي في نفس الخانة مع دول تعتبر أن قطاعها الصحي متدن، ولم تستسغ أن توضع في نفس الخانة معها، واعتبرتها إهانة لم تهضمها بسرعة. وهو ما لم يخفه المسؤول الأمني المحسوب على أبوظبي الفريق ضاحي خلفان، الذي غرد مباشرة بعد القرار: “تغريدتي ليست موجهة للسعوديين.. تغريدتي موجهة إلى الإماراتيين المسؤولين في الصحة.. هل نحن بمستوى أفغانستان وبنغلاديش؟؟؟؟ في مواجهة الجائحة؟؟”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى