اخبار محلية

الاكتظاظ الصفي يزيد معاناة الطلبة في الزرقاء والمدارس المستأجرة وذات الفترتين تزداد

 

 

magls.jpg

 

الاكتظاظ الصفي يزيد معاناة الطلبة في الزرقاء والمدارس المستأجرة وذات الفترتين تزداد

الزرقاء- من د.ماجد الخضري
مع بداية كل عام دراسي تبرز مشكلة الاكتظاظ المدرسي في مدارس محافظة الزرقاء خاصة في مدارس قصبة الزرقاء والرصيفه وعدم قدرة هذه المدارس على استيعاب الطلبة الجدد خاصة المنتقلين من محافظات اخرى او القادمين من المدارس الخاصة او القادمين من قرى محافظة الزرقاء .
وتبرز مشكلة الاكتظاظ المدرسي في بعض المدارس الكبيرة مثل مدرسة حي معصوم والثانوية والشاملة بنين وغيرها وبعض مدارس البنات ومدارس قصبة الرصيفه حيث ان بعض الصفوف يزيد عدد الطلبة فيها عن ستين طالبا لا بل ان بعض الصفوف شهدت العام الماضي وجود طلبة لا مقاعد لهم في المدارس الحكومية وبعضهم أمضى جزء من الدوام المدرسي واقفا لحين توفر المقاعد له .
وتفاقمت مشكلة الاكتظاظ المدرسي مع تراجع النشاط الاقتصادي في المحافظة وضعف القدرة الشرائية للمواطنين حيث شهد العام الماضي تقديم ثمانية الاف طلب انتقال من المدارس الخاصة الى المدارس الحكومية لم تلبي وزارة التربية معظم هذه الطلبات بل ان البعض اشتكى من رفض وزارة التربية قبول ابنه بحجة عدم وجود متسع في العديد من المدارس الحكومية ولجا الكثير منهم الى الواسطة والمحسوبية من اجل الحصول على قبول حيث ابتكرت بعض المدارس قوائم الانتظار على القبول وضمت هذه القوائم مئات الطلبة كما هو الحال في مدرسة جبل طارق.
ومن المتوقع ان تتفاقم مشكلة الاكتظاظ الصفي هذا العام مع ازدياد الركود الاقتصادي في المدينة وتراجع القدرة الشرائية للمواطن وطلب العديد من الطلبة الانتقال من المدارس الخاصة الى الحكومية بسبب عدم القدرة على دفع إقساط المدارس الخاصة .
وعلى الرغم من ان محافظة الزرقاء تعتبر من المحافظات الجاذبة للسكان وترتفع فيها نسبة الاخصاب حيث يزداد عدد السكان 3% سنويا مما يعني الحاجة المتزايدة لبناء مدارس جديدة الا ان المحافظة لم تشهد بناء مدارس كافية خاصة في وسط المدينة حيث تتجلى مشكلة الاكتظاظ المدرسي ففي كل عام يزداد عدد الطلبة ولكن لا يوجد زيادة في عدد المدارس تساوي الزيادة في عدد الطلبة ومما فاقم الحال قبول عدد كبير من الطلبة السوريين في المدارس الحكومية مما فاقم الواقع التربوي والتعليمي في الزرقاء وعقد المشهد التربوي وزاد من مشكلة الاكتظاظ الصفي.
ويبلغ عدد المدارس المستأجرة في محافظة الزرقاء 66 مدرسة، من أصل 383 مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم، وفقا لتقرير الوزارة الإحصائي للعام الدراسي 2017/2018، وتتصف تلك المباني المستأجرة بعدم أهليتها للتعليم وقدم المباني وضعف البنية التحتية فيها وعدم ملائمتها للغايات التعليمية، ولا تستوعب أعداد الطلبة المتزايدة، إذ وصل عدد الطلبة في الصف الواحد في بعض المدارس إلى 65 طالبا مطلع العام الحالي بحسب بيانات الوزارة، وينعكس هذا الاكتظاظ على جودة العملية التعليمية، وتراجع استفادة الطالب.
ولا يقتصر النقص على المباني، بل يطال الأثاث المدرسي، والمرافق الصحية، بالإضافة إلى المرافق التعليمية الأساسية كالمختبرات العلمية ومختبرات الحاسوب، إذ تفتقر تلك المدارس خاصة المجمعة منها في قرى الزرقاء للبيئة التربوية ،
وتتنوع مشاكله هذه المدارس من نقص في المرافق الصحية الأساسية والتعليمية وتحت ذريعة ضيق الإمكانيات المادية وعدم استملاك الأرض، تلجأ وزارة التربية والتعليم إلى الحلول السريعة كالاستئجار أو التوسعة باستخدام كرفانات معدنية عوضا عن بناء مدارس مؤهلة.
ويرى رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة الزرقاء فوزي خليفة ان مدارس محافظة الزرقاء تحتاج الى جهود كبيرة وجبارة من اجل تحسين البيئية التعليمية فيها ويقول ان العديد من المدارس تفتقر للبيئة التربوية السليمة ويضيف بعض المدارس لا يوجد فيها دورات مياه وهنا المأساة ويقول ان لجنة التربية والتعليم زارت الكثير من المدارس ووقفت على واقعها واضاف انه لا بد من العمل سريعا من اجل تحسين واقع المدارس في المحافظة وإجراء صيانة سريعة للعديد منها خاصة المدارس في القرى والأرياف.
وفي ظل ضعف الامكانيات المادية وعدم قدرة وزارة التربية والتعليم على معالجة مشكلة الاكتظاظ ظهرت ظاهرة جديدة في عدد من مدارس المملكة وهي الدراسة في الكرفانات بدلا من المدارس الاسمنتية فمدرسة حي نصار على سبيل المثال ورغم حاجتها المستمرة لبناء غرف صفية الا ان وزارة التربية زودتها بكرفانات نتيجة عجزها عن تأمين مبان دراسية آمنة وتلبي متطلبات العملية التعليمية.
وينسحب حال هذه المدرسة على العديد من المدارس في الزرقاء مثلا حيث يوجد ستة مدارس يدرس طلبتها في كرفانات مثل مدرسة الرياض في غرب الزرقاء وهناك مدرسة العين البيضاء الأساسية المختلطة، ومدرسة حي الأمير حمزة الأساسية المختلطة، ومدرسة الأزرق الجنوبي الثانوية، ومدرسة القنية للبنات فيما خلت مدارس لواء الرصيفة من الكرفانات هذا العام، بعد حل مشكلة مدرستي أبو صياح الأساسية للبنات، وجبل فيصل الأساسية، بإزالة الكرفانات وبناء غرف صفية جديدة لحل مشكلة الاكتظاظ، بحسب قسم الأبنية في مديرية تربية الرصيفه.
وبينت عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة الزرقاء فاطمة شحرور ان وضع مدارس محافظة الزرقاء يحتاج الى مزيد من العناية والاهتمام وقالت ان البيئة التربوية السلمية للأسف الشديد مفقودة في كثير من المدارس ولا بد من تضافر الجهود الشعبية والرسمية من اجل تحسين البيئة التربوية في الزرقاء وبينت ان مجلس المحافظة خصص اربعة ملايين دينار أردني من اجل اجراء صيانة لعدد من المدارس وبناء مدارس جديدة ولكن المبلغ غير كافية ولا بد من تخصيص المبالغ اللازمة من اجل تطوير الواقع التربوية والتخلص من المدارس المستأجرة التي أصبحت عبا ثقيلا على الواقع التربوي فهذه المدارس لا تتوفر فيها البيئة المناسبة وأبنيتها قديمة جدا .
ويرى سليم ابو محفوظ من مجلس التطوير التربوي ان مشكلة العديد من المدارس في الزرقاء انها تحتاج الى الصيانة الدورية والمستمرة وبين ان المخصصات عدم متوفرة في كثير من الاحيان وان مدراء المدارس يلجئون الى المجتمع المحلي فيكون هناك تعاون بين المجتمع المحلي والتربية في سبيل تطوير البيئة التربوية .
واكد على وجود العديد من المدارس المتطورة جدا في الزرقاء والتي تضم بيئة تربوية امنة ولكنه قال ان المشكلة تكمن في بعض المدارس المستأجرة ومدارس القرى والمدارس البعيدة وقال ان هذه المدارس تحتاج الى الكثير من العناية والاهتمام مشيرا الى ان الموازنة المخصصة لصيانة المدارس وإدامة عملها غير كافية على الاطلاق ودعا الحكومة لرصد المخصصات اللازمة للمدارس وبين ان مجالس التطوير التربوي تتحسس مشكلة المدارس في الزرقاء وتعمل على حل هذه المشكلة بالتعاون مع التربية او المجتمع المحلي.
وقال العديد م المدارس تحتاج الى صيانة عاجلة ودورية خاصة المباني المستأجرة التي تحتاج إلى صيانة دورية بحكم عمر بنائها القديم، وعدم توافر إمكانات مادية لها مما يضاعف حجم المشكلة العالقة.

واضاف ما زال هناك تحديات تحديات كبيرة تواجه التعليم في الزرقاء؛ بسبب تردي البنية التحتية وسوء المرافق لافتاً إلى أن تحديد وزارة التربية والتعليم مترا مربعا لكل طالب في الغرفة الصفية أمر لا يتوفر بنسبة كبيرة من مدارس الزرقاء.
وقال هناك مدارس مرغوبة لدى الكثير من أولياء الأمور يصل عدد الطلبة في صفوفها إلى 60 طالبا، ويضاف إليها مقاعد لاستيعاب الطلبة؛ مما قد يؤدي إلى تراجع المخرج التعليمي، بحيث لا يأخذ الطالب حقه من المعلومة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى