كلام في الممنوع

البيئية في الزرقاء … في صلب اهتمام ولي العهد

 

 

22323519_133270517318898_505925462_n.jpg

 

البيئية في الزرقاء … في صلب اهتمام ولي العهد

الزرقاء – د. ماجد الخضري

زيارة ولي العهد الامير الحسين إلى الزرقاء وحضوره جلسة متخصصة بالبيئية … يشير لماذا اهتمام الأمير المحبوب بقضايا البيئي في هذه المحافظة التي عانت على مر العقود الماضية من قلة الاهتمام بالبيئة ومن انتشار التلوث في عدد من مناطقها .

فالزرقاء عانت على الدوام من التلوث وسجلت كبؤرة بيئية ساخنة من قبل منظمة الصحة العالمية واعتبرت من اكثر مناطق المملكة تلوثا ….فهذه المحافظة التي تضم 52% من الصناعات في المملكة ظلت على الدوام تشكو التلوث الناتج عن هذه الصناعات وتأثير هذه الصناعات على حياة الناس بشكل مباشر .

فقد عانت مدينتي الزرقاء والرصيفه من التلوث الناتج عن جريان المياه الصناعية العادمه في مجرى سيل الزرقاء الذي جف بفعل السحب الجائر للمياه من منبعه واعتداء دولة إسرائيل على مجرى السيل وجفاف السيل الذي تحول من واحة غناء الى ارض قاحلة تسبب التلوث وتستقبل النفايات الصناعية السائلة المنبعثة من قبل بعض المصانع .

وعلى الرغم من ان وزارة البيئة تبدى اهتماما ملفتا بسيل الزرقاء ولكن مشكلة السيل ما زالت قائمة وقد طرحت الكثير من الدراسات ومنها دراسات أشارت لضرورة سقف السيل على غرار ما جرى في سقف السيل في عمان حيث اخذت المنطقة اسمها من عملية السقف فالزرقاء تحتاج الى سقف للسيل في عدد من المناطق خاصة المكتظة بالسكان مثل ضاحية الثورة العربية الكبرى .

ولم تكن الشكوى الوحيدة المتعلقة بالسيل هي الشكوى من الجفاف والنفايات والتلوث بفعل بعض المصانع والمياه الصناعية السائلة وانما برزت شكوى الاهالي من التعطل المستمر للصرف الصحي الذي يسير في مجرى السيل ويتعطل بشكل دائم ويتسبب بانتشار القوارض والحشرات والامراض حيث تحتاج هذه القضية الى حل جذري من قبل وزارة المياه والري.

فالزرقاء حكايتها مع التلوث حكاية مستمرة ودائمة لذلك كان الاهتمام الملكي الدائم والمستمر بالتلوث في هذه المحافظة التي تضم ما يزد عن 20% من سكان المملكة فالتلوث فيها لم يكن وليد اللحظة ولم يكن بسبب السيل فقط ولكن منطقة الهاشمية بالزرقاء حظيت بنسب عالية من التلوث بفعل مصانع الحديد والمصفاة والمحطة الحرارية حيث عملت الحكومة بتوجيهات ملكية على حل مشاكل التلوث الناتجة عن هذه المصانع وتم تركيب وحدة استخلاص كبريت لمصفاة البترول والحد من التلوث الناتج عنها وتم تحويل محطة تنقية الخربة السمراء الى محطة ميكانيكية وهي التي كانت تخرج منها المياه العادمة غير مطابقة للمواصفات العالمية حيث تستقبل هذه المحطة مياه الصرف الصحي من كافة مناطق المملكة .

وفي الرصيفه ما زالت بركة البيبسي قابعة مكانها ولكن هناك حلول تلوح في الافق حيث اقرت الحكومة اجراءات عاجلة من اجل تجفيف البركة وتحويلها الى متنزة ولكن ربما يحتاج هذا الى بعض الوقت كما ان مشكلة كثبان الفوسفات في وسط المدينة في طريقها الى الزوال بعض ان وضعت الخطط اللازمة لحل هذه المشكلة التي عانت منها مدينة الرصيفه على مر العقود الماضية فمخلفات الفوسفات كانت المشكلة الاكبر في مدينة الزرقاء ونامل ان تنتهي هذه المشكلة الى الابد خلال الاشهر القادمة .

فالزرقاء كمحافظة عانت على الدوام من التلوث البيئي ولكن الاهتمام الملكي واهتمام الحكومات المتعاقبة كان ينصف المحافظة دوما ، فالكثير من القضايا البيئة التي كانت عالقة في المحافظة حلت مثل مشكلة التلوث الناتجة عن مصفاة البترول والخربة السمراء ووضع مجرى سيل الزرقاء تحت السيطرة ومشكلة الفوسفات في طريقها للحل ولكن المحافظة ما زالت تحتاج الى جهود كبيرة لمكافحة التلوث المنتشر في الكثير من مناطقها خاصة التلوث الناتج عن انتشار النفايات في بعض الاحياء وهذا يحتاج الى جهود من قبل البلديات ووزارة البيئة والقطاعات المحلية والهيئات التطوعية والشبابية كما تحتاج الزرقاء الى خلطات اسفلتية ساخنة للعديد من شوارع المدينة التي عانت من الحفر والترقيع وانتشار النفايات فيها وهذه دعوة لوزارة البيئة لبذل مزيد من الجهد لوضع حد لملف التلوث البيئي بالتعاون مع البلديات خاصة مشكلة المحطة التحويلية في مدينة الرصيفه التي ما زالت تسبب القلق للاهالي وتنشر التلوث والامراض في المناطق القريبة منها فهذه المحطة ما زالت جاثمة في وسط الاحياء السكنية في مدينة تعتبر الاكثر اكتظاظا على مستوى المملكة ولا بد من حل سريع وعاجل لهذه المشكلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى