احداث مادبا … ما خفي أعظم
عبدالرحمن البلاونه
كشفت قضية اجتماعية أثارت الرأي العام الأردني مؤخراً عدة قضايا كانت مخفية رغم وجودها ، لها أبعاد كثيرة ومتعددة وآثار سلبية وخطيرة على السلم المجتمعي والأمن و الاستقرار . فقد كشفت خفايا لم يتصورها المواطن ولم يتوقعها ابتداءً من تغول واستقواء لبعض الأشخاص والمسئولين ، واستغلالهم لوظيفتهم وسلطتهم ومكانتهم الرسمية والاجتماعية أبشع استغلال ، مستغلين بذلك حاجة المواطنين الذين يلجئون لهم طلباً للمساعدة. فقد أخذت الأحداث الأخيرة أبعاداً مختلفة كالبعد العشائري والبعد الأمني .
وكشفت قدرة ” أشخاص ” بمواقع حساسة على اختراق بيانات المواطنين الشخصية والخاصة من خلال الموقع الذي يشغلونه بالدولة ، ليضعوهم تحت سيطرتهم الكاملة وابتزازهم متى شاءوا .
كانت الأحداث الأخيرة فرصة لكشف الواقع المؤلم والمشهد الذي يتكرر في كل مناسبة ، وهشاشة النسيج الاجتماعي الذي نعول عليه لتقوية الوحدة الوطنية وترسيخ جذورها ، وذلك من خلال سعي بعض الأشخاص لإحداث ” فلتان ” أمني وإثارة الفتن و استهداف ممتلكات وأشخاص أبرياء آمنين في منازلهم ليس لهم ذنب ولا علاقة بما يحدث وإغلاق للطرق ، وحرق للإطارات ، وإتلاف للممتلكات العامة والخاصة ، وإدخال الذعر والرعب في قلوب الأطفال الأبرياء لإظهار قوة العشيرة وسطوتها أمام العشائر الأخرى ، وعدم انتظار الدولة لتطبيق القانون وإعادة الحقوق لأصحابها وكأننا نعيش في غابة ، وليس في دولة مؤسسات وقانون ، فسرعان ما يثور المواطن ويبدأ بالعبث والخراب ، كما تدب النار بالهشيم .
أما أهم ما تكشفه هذه المناسبات ، هو الانتشار الكبير والواسع للأسلحة بين أيدي المواطنين مما ينذر بسوء ، فمن واجب الدولة السيطرة على انتشار الأسلحة المختلفة والمتنوعة وضبطها وتنظيم عملية امتلاكها ، مع صعوبة هذا المطلب إلا انه لا بد من ذلك .
قد تكون الحقيقة مرة …. لكن هذه هي الحقيقة