تصاعد حدة التوتر بين الجارتين العربيتين الجزائر والمغرب
الرب نيوز- عمر ضمرة-
يشهد التوتر المتصاعد بين الجارتين المغرب والجزائر تصعيدًا جديدًا في سباق التسلح الإقليمي. ففي ظل حالة الاحتقان الحالية، أعلنت الجزائر عن صفقة ضخمة لشراء 14 طائرة مقاتلة روسية من طراز سو-57، والتي تعتبر من أحدث الطائرات المقاتلة في العالم.
يأتي هذا الإعلان بعد تزويد الجزائر بنظام الدفاع الجوي الروسي المتطور إس-400، مما يعزز قدراتها العسكرية بشكل كبير. على الجانب الآخر، لم يقف المغرب مكتوف الأيدي، إذ تلقت الدولة الدعم العسكري من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تزويدها بقاذفات بي-52 الاستراتيجية، بالإضافة إلى تحديث أسطول طائراتها المقاتلة من طراز إف-16.
وتأتي هذه الخطوة الأمريكية في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتأهيل المغرب للمشاركة في مناورات عسكرية مرتقبة. يشير هذا التطور الخطير إلى تحول المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، و يزيد من المخاوف بشأن اندلاع صراع مسلح، خاصة في ظل دعم القوى الدولية المتنافسة لكل منهما.
هل يمكن أن يؤدي هذا التطور إلى تقارب بين الجزائر وروسيا، والمغرب والولايات المتحدة؟
في ظل هذه الظروف المتوترة، فإن الدعوة إلى الحوار والتفاهم بين البلدين الجارين تكتسب أهمية بالغة.
يشار إلى أن شهر أكتوبر من عام 1963 شهد إندلاع حرب بين الجزائر والمغرب، إذ عرفت هذه الحرب باسم “حرب الرمال”. كانت هناك خلافات مستمرة حول الحدود بين البلدين، خاصة في منطقة الصحراء الغربية.
وكانت الجزائر تدعم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما كان المغرب يدعم بعض الحركات المعارضة في الجزائر. بعد عدة أسابيع من القتال، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة من الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، و تحديد منطقة منزوعة السلاح بين البلدين.
وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، إلا أن التوترات بين البلدين استمرت حتى يومنا هذا. أثرت هذه الحرب على العلاقات بين الدول العربية، وأدت إلى تدهور الأوضاع في المنطقة. و لا تزال قضية الصحراء الغربية من أبرز القضايا الشائكة بين المغرب والجزائر، وتؤثر بشكل كبير على العلاقات بينهما وبقية الدول في المنطقة.