اخبار محليةزرقاويات

هجوم الكلاب يثير الذعر في الزرقاء… ومبادرات لحل الأزمة تراوح مكانها

الدرب نيوز- عمر ضمرة-
لم يكن الشاب “محمد نور الدين” مفيد، طالب التوجيهي الجالس على مقاعد الدراسة، يتوقع أن يتحول طريق عودته من مركز اللياقة البدنية في مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز (مدينة الشرق) إلى كابوس مرعب مساء يوم عادي.
كان ذلك بعد صلاة المغرب عندما خرج من المركز قاصدًا منزله الذي لا يبعد سوى 300 متر، إلا أن خطواته توقفت فجأة أمام مشهد غير متوقع، إذ أحاطت به أكثر من عشرة كلاب من كل جانب بأنظار حادة ووحشية ونية غريزية لا تخطئ الفريسة.
وبالرغم من اعتياد سكان الزرقاء على نباح الكلاب المزعج ليلاً، لكنه لم يكن يتخيل أن تلك الكلاب ستنتقل من حالة النباح إلى حالة الهجوم الشرس والعنيف، حيث حاول الشاب تمالك نفسه وعدم الهروب، لكن الكلاب لم تمنحه الفرصة.
انقضت الكلاب على الشاب، وبدأت في عضه بشراسة، حتى طرحته أرضًا، وانهالت عليه بالمخالب، التي كادت أن تودي بحياته، لولا استجابة العناية الإلهية، التي تدخلت وأوصلت صوت استغاثته إلى مجموعة من الشباب القريبين من مكان الحادثة، إذ هرعوا إلى المكان، وتمكنوا من إبعاد الكلاب وإنقاذ الشاب من مصير مروع.
وبحسب ما صرح الشاب “محمد نور الدين” مفيد، أنه تم نقله على الفور إلى المركز الطبي في مدينة الشرق، ومن ثم إلى مستشفى الزرقاء الحكومي، حيث تلقى العلاج اللازم، حيث قام الكادر الطبي في قسم الإسعاف والطوارىء باعطائه الجرعة الأولى من المصل الخاص بداء الكلب، على أن يتلقى أربع جرعات إضافية، في مديرية صحة محافظة الزرقاء، وفق البروتوكول الطبي المتبع.
لكن الحادثة كشفت عن مشكلة أعمق يعاني منها سكان محافظة الزرقاء، إذ أن الشاب محمد ليس الضحية الأولى لهجمات الكلاب الضالة، وسط تصاعد شكاوى المواطنين من انتشارها في الأحياء السكنية بشكل غير مسبوق.
وفي مواجهة هذه الظاهرة المؤرقة، أكد رئيس جمعية عناية للرفق بالحيوان، أحمد التميمي، أن الجمعية وضعت خطة شاملة لمكافحة ظاهرة الكلاب الضالة، حيث ترتكز الخطة على تجميع بقايا الطعام من المطاعم، وإطعام الكلاب خارج الأحياء السكنية في مناطق الظليل، والهاشمية، والغباوي، والمعامل، والرصيفة.
وأشاد التميمي بالتعاون الكبير من بلديات الرصيفة والظليل والهاشمية ومؤسسة تنمية الموارد الوطنية المسؤولة عن مدينة الشرق، مشيرًا إلى أن الجمعية تواجه عقبات كبيرة تعرقل جهودها، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، أبرزها عدم تخصيص وزارة الإدارة المحلية قطعة أرض لتسييجها وتجميع الكلاب، وتوفير اللقاحات الخاصة بداء السعار للكلاب المجمعة.
وبينما تتواصل المعاناة اليومية لسكان الزرقاء، من أصوات النباح التي تؤرقهم ليلًا وهجمات بعض هذه الكلاب، تبقى الحلول المتاحة غير كافية لمعالجة الأزمة بشكل جذري، حيث تعد المبادرة التي تقودها جمعية “عناية” خطوة واعدة، لكنها بحاجة إلى دعم رسمي أكبر لتجاوز التحديات الماثلة.
ويبقى السؤال معلقًا، في انتظار تحرك حقيقي من قبل الجهات المعنية، يضع حدًا لهذه الأزمة الإنسانية والاجتماعية. هل ستتحرك الجهات المختصة لتوفير الأرض المطلوبة والأمصال اللازمة؟ أم أن مثل هذه الحوادث كما تعرض له الشاب محمد نور الدين ستبقى تتكرر، لتزيد من معاناة المواطنين؟
يشار إلى أننا حاولنا الإتصال بمحافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود للاستفسار، إلا أننا لم نتلق أي رد.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى