احتجاجات شعبية واسعة في إيران: لن نصمت أمام نهب ثرواتنا وحقوقنا
احتجاجات شعبية واسعة في إيران: لن نصمت أمام نهب ثرواتنا وحقوقنا
الدرب – نيوز
شهدت إيران، اليوم السبت، الثاني من ديسمبر، سلسلة من الاحتجاجات في عدة مدن، حيث عبرت شرائح متنوعة من المجتمع عن استيائها من التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي تعاني منه البلاد. وقد شملت الاحتجاجات متقاعدي قطاع الاتصالات، متقاضي الإسكان الوطني، وسكان القرى المتضررة من السياسات البيئية الخاطئة، مما يعكس اتساع رقعة الغضب الشعبي ضد النظام.
وفي مدن متعددة، أبرزها طهران، كرمانشاه، أصفهان، وأورمية، نظم متقاعدو قطاع الاتصالات تجمعات احتجاجية واسعة للتنديد بممارسات هیئة التنفيذي لأمر خميني الملعون وتعاون حرس النظام، المالكين لشركة الاتصالات. وشدد المحتجون على أن هذه المؤسسات، التي تعمل تحت إشراف مباشر من الولي الفقیة، أضرت بحقوقهم التقاعدية واستنزفت صناديق المعاشات لصالح مصالح النظام.
هیئة التنفيذي لأمر خميني وتعاون حرس النظام، اللذان يُعتبران من أكبر المؤسسات الاقتصادية في البلاد، يديران موارد ضخمة دون رقابة قانونية حقيقية، مستفيدين من الإعفاءات الضريبية والاستحواذ على أصول الدولة. هذه المؤسسات، بدلاً من تحسين حياة المتقاعدين، قامت بالتلاعب بصناديق التقاعد حتى أوصلتها إلى حافة الإفلاس، مما أدى إلى تدني مستوى حياة آلاف الأسر.
هیئة التنفيذي لأمر خميني الملعون، الذي أُنشئ لإدارة الأصول المهجورة والمخصصة للفقراء، تحول إلى إمبراطورية مالية تدير مئات الشركات والمشاريع الضخمة. بدلاً من تحسين الظروف المعيشية، توجه عائداتها نحو دعم المشاريع الإقليمية للنظام وتمويل سياسات القمع الداخلي.
المتقاعدون، الذين قضوا سنوات طويلة في خدمة البلاد، يطالبون الآن بتحقيق العدالة وإصلاح النظام التقاعدي. يطالب المحتجون بوقف تدخل هذه المؤسسات في إدارة الصناديق وضمان الشفافية في العمليات المالية. كما دعا المحتجون إلى محاسبة المسؤولين عن الفساد في هذه المؤسسات، الذين استغلوا موارد الشعب لتحقيق أرباح شخصية.
وفي مدینة آستانه أشرفیه بمحافظة جيلان، نظم أهالي قرية بركاپشت ياورزاده تجمعًا احتجاجيًا في مسجد القرية، للتعبير عن استيائهم من التلوث البيئي الناتج عن محرقة النفايات التابعة لمركز الكود العالي. وندد السكان بالأضرار الصحية والبيئية التي لحقت بهم، مطالبين بوقف الأنشطة الملوثة فورًا وحماية بيئتهم.
وفي مدن مثل برند وسنندج، نظم متقاضو الإسكان الوطني احتجاجات للمطالبة بتسريع تنفيذ المشاريع المتأخرة منذ سنوات. وقد أعرب المحتجون عن غضبهم من الوعود الكاذبة التي أطلقها المسؤولون، والتي لم تُنفذ حتى الآن. وفي سنندج، لجأ المتظاهرون إلى إغلاق مداخل ومخارج الإدارة العامة للطرق والإسكان كوسيلة للضغط على السلطات لتحقيق مطالبهم.
وتستمر سياسة النظام الإيراني في توجيه الموارد الوطنية نحو مغامرات إقليمية وتمويل الميليشيات المسلحة في المنطقة، بينما يعاني أكثر من نصف الشعب من الفقر وسوء الأوضاع المعيشية. ويتهم المتظاهرون النظام بإنفاق ثروات البلاد على إثارة الحروب وتمويل مشاريعه النووية الباهظة، بدلاً من تحسين أوضاع الشعب الاقتصادية والاجتماعية.
في مواجهة هذه الاحتجاجات، لم يتغير رد النظام عن المعتاد، حيث لجأ إلى تصعيد القمع وزيادة عدد الإعدامات لترهيب المواطنين. إلا أن هذه السياسات لم تفلح في كبح جماح الغضب الشعبي، بل على العكس، أسهمت في استمرار وتصاعد الاحتجاجات، التي باتت تعكس تصدعًا أعمق في العلاقة بين الشعب والنظام.
الاحتجاجات اليوم ليست مجرد مطالب اقتصادية، بل تعبير عن رفض شعبي شامل لنظام يواصل تجاهل احتياجات مواطنيه الأساسية لصالح أجندات خارجية تخدم مصالحه السياسية فقط.