من يتحمل مسؤولية انتشار فيروس كورونا حول العالم ؟؟
من يتحمل مسؤولية انتشار فيروس كورونا حول العالم ؟؟
بقلم :- الدكتور ماجد الخضري *
تبادلت الولايات المتحدة الأمريكية والصين الاتهامات بخصوص انتشار فيروس كورونا ومن يتحمل مسؤولية انتشار هذا الفيروس .
فقد وجهت الولايات المتحدة العديد من الاتهامات للصين انها السبب في ذلك ووصف الرئيس الامريكي دونالد ترامب الفيروس بالفيروس الصيني في اكثر من مناسبة واتهم الصين انها ساهمت بانتشاره من خلال عدم تبليغها امريكا بخطورة الفيروس في بداية انتشاره وعدم مشاركته واشنطن المعلومات المتعلقة به .
كم اتهمت امريكا منظمة الصحة العالمية بالدور غير الفعال في مكافحة الفيروس وقال الرئيس الامريكي انه تلقي نصيحة من المنظمة بابقاء حدود الولايات المتحدة مفتوحة وهذا يدل على خطا المنظمة في تعاملها مع الفيروس
لا بل ان امريكا ذهبت الى ابعد من ذلك عندما اعلنت انها سوف تنسحب من منظمة الصحة العالمية وحملت المنظمة الدولية مسؤولية تفشي المرض وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع انتشاره بالصورة السريعة التي انتشر فيها في معظم دول العالم .
كما اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصين انها مارست حملة تظليل تجاه المعلومات المتعلقة بالفيروس وقال بالحرف الواحد خلال اجتماع الدول الأعضاء في مجموعة السبع لقد لاحظنا “حملة تضليل متعمدة” مارستها الصين في ما يتصل بفيروس كورونا المستجد واعتبر بومبيو ان الحزب الشيوعي الصيني وهو الحزب الحاكم في بكين يشكل تهديدا كبيرا لصحة مواطني أمريكا وارويا وقال هذا ما أثبته الوباء بوضوح.
وقد شنت العديد من وسائل الاعلام الغربية حملات على الصين وحملتها المسؤولية الكاملة عن انتشار الوباء وذكرت هذه الوسائل ان اسواق بيع الاسماك في مدينة ووهان الصينية والتي يتم فيها بيع الخفافيش هي المسؤولية عن انتشار الوباء وقد امتلات هذه الصحف بالكثير من التحليلات التي أشارت الى ان الفيروس انتقل من الخفافيش التي تباع في اسواق السمك في مدينة ووهان الى الانسان ثم انتشار من ووهان الى باقي دول العالم .
وكرد على الاتهامات الامريكية للصين انها هي السبب في تفشي الفيروس حول العالم وانها هي التي تتحمل مسؤولية ذلك فقد امتلأت وسائل الإعلام الصينية باتهامات عديدة للولايات المتحدة الأمريكية بانها هي التي نشرت الفيروس من خلال عملاء لوكالة المخابرات الأمريكية .
وفي هذا المضمار وجه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي اتهاما صريحا للولايات المتحدة انها هي التي نشرت الفيروس في الصين وقد صرح لوسائل الاعلام ان فيروس كورونا تمّ اختِراعه وتطويره من قبل عُلماء أمريكيين عام 2015، وأنّ مجلة Nature Medicine الأمريكيّة أكّدت في بحثٍ نشرته في أحد أعدادها في العام نفسه أنّ عُلماء في الولايات المتحدة تمكّنوا من الحُصول على نوعٍ جديدٍ من فيروس كورونا له تأثيرٌ خطيرٌ على الإنسان، وقال إنّ جُنودًا أمريكيين شاركوا في دورة الألعاب العسكريّة العالميّة التي جرت في مدينة ووهان التي تَنافس فيها 10 آلاف عسكري من مُختلف أنحاء العالم في تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، هم الذين نقلوا الفيروس إلى هذه المدينة.
فالاتهامات المتبادلة بين امريكا والصين توحي ان فيروس كورونا المتحول او المتطور هو فيروس غير طبيعي وانه فيروس خطير وان يد البشر كان لهم دور في تطوير الفيروس وربما انتشاره ويبدو ان المختبرات التي اجريت فيها الابحاث المتعلقة بالفيروس وانتشاره كان القائمون عليها يعتقدون ان السيطرة على الفيروس ممكنه لكن الواقع اكد انه من الصعوبة بمكان السيطرة على هذا الفيروس الذي تسبب بازمة عالمية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية .
فالفيروس اصاب ما يزيد عن مليوني انسان وتسبب في وفاة ما يزيد عن مئة الف وما زالت أثاره السلبية على حياة البشر وطريقة عيشهم تزداد يوما عن يوم فقد تسبب الفيروس اللعين بحجر ما يزيد عن نصف سكان الكوكب الأرضي وغير الطريقة التقليدية التي اعتاد عليها الناس في العيش منذ ان وطئت قدم ادم عليها السلام الارض .
ومن المتوقع ان تزداد الوفيات الناتجة عنه والإصابات قبل ان يتم السيطرة عليه وقبل ان يتم ايجاد المصل المعالج له .
و بدلا من ان يتراشق الغرب والشرق الاتهامات حول انتشار هذه الفيروس فالمفروض ان تتكاثف الدول من اجل ايجاد علاج فعال وسريع له و ان يزداد التعاون الدولي في ظل هكذا اجواء و ان يتم تقديم كل الدعم لمنظمة الصحة العالمية قبل ان يصل الفيروس مناطق لا تستطيع ان تقاومه مثل افريقيا وبعض دول اسيا التي تعاني من الحروب و من الفقر والبطالة .