قضايا ساخنه

مسلسل جٍن… عذراً جدتي

 

 

 

5t5.jpg

 

مسلسل جٍن… عذراً جدتي

بقلم الدكتورأشرف فالح الزعبي

عند مشاهدتك للقطات جنٍ تصاب في الذهول والأستغراب وتسأل … هل هو جنٍ أم جنً …هل وصل مجتمعنا الأردني إلى الأعمال الفنية الهابطة فكراً ومضموناً وشكلاً لدرجة الانحطاط التي شاهدنها بمسلسل جنَ… وما هي الأسباب… وكيف وصل لكل بيت حتى صَورنا بهذا الشكل الفاضح… دعوني استعرض معكم ما قبل وما نحن عليه الأن…عندما يصبح الفن في أيدي هواه هدفهم الأول الشهرة والكسب المادي يبداء التخلي عن القيم والأخلاق…الأفلام الأجنبية التي نشاهدها والأباحية التي فيها لا تنطبق على مجتمعنا الأردني والمجتمعات العربية…الانفتاح وتعدده والمبهاةبفن رخيص هدفه المتعة وضياع جيل من المراهقين الذي يشاهدون الأن أي شئ تحت مسمى الحرية فهذه حرية يشوبها الكثير من علامات الأستفهام؟… وهنا بداءت الحكايه… ضياع أجيال سيتولون المسؤولية يوماً ما وهذا ما يسَعى اليه بمجتعماتنا…أن غياب المحاسبة والرقابة الفضائية على ما يبثبحجةالحرية التي لا نعرف معناها حولت أطفالنا إلى لعبة بيد الآخرين… لا نعرف ما يشاهدون على أجهزتهم الهاتفية… بقصد أعطاهم حرية مقننه… ليصل إلى أنهيار قيمنا وعاداتنا… ومع هذا الانفتاح الفضائي الغير مراقب… وما يحصل… نراه ونغض الطرف عنه… نسمعه ونقول بكرا بعقلوا… نشاهد بناتنا شبه عاريات ونقول الموضه… الدبكه والدحيه تحولت إلى أغاني فاضحه… الأب والأم مستمتعين بها… وأولادنا يشاهدوننا عندما نشاهد الأفلام العالمية ويشاهدون معنا الفضائح والقبل والشتم ونحن قدوة لهم… وهو ما دفع المنتج المادي والذي هدفه الأساس الربح والكسب الحرام… يصلون مرحلة المراهقة التي مررنا بها جمعياً… .ولكن في زماننا لم يكن موجود الهاتف النقال ولم تكن موجودة المحطات الفضائية… ولم يكن موجود الفيسبوك والانستغرام…. الخ عندما يرانا أهلنا نتأخر عن الموعد المحدد للعودة للبيت يسًمع صياح أبي وأمي الحارة كلها… والغضب القادم من أخى الأكبر… تعودنا بالحارةأن نشتم بعضنا بحب ودون أن يصل بنا الأمر إلى التبول على بعضنا البعض… تعودنا أن نشاهد البنات وهن عائدات من المدارس وعندما تبتسم أحداهن لا ننام الليل… فكيف لو قالت لنا صباح الخير أو مساء الخير… أما أن اقبلها وفي الباص أو أذهب معها رحلة للبتراء وأسهر ونتبادل الحب الفاضح فهذا دخليل علينا… تعودنا أن تكون الرحلات وعلى مستوى المملكه يوم للشباب ويوم للأناث ولم نتعود أن تكون الرحلات مختلطة والمبيت خارج البيت…. لم أشاهد ولم أسمع يوما أن فلان قبل فلانه أمام الملا وعلى شاشات التلفزه… إلا في عصرنا هذا… أيتها الشركه المنتجه لهذا العمل الفني الغير أخلاقي.. ما شاهدناه رذيله لا يقبلها مجتمعنا الأردني تحت أي مسمى… أبطاله أردنيين مراهقين والله اعلم… مخرجه أردني والله اعلم… تصويره تم داخل الأردن نعم… ولكن دعوني أوضح لكم مجموعة من القضايا… ١_ أن نحب ونعشق نعم وهو موجود منذ بدء الخليقة… ولكن الحب عندنا ليس فيه من الرذيلة وراتكاب الفواحش لنقول هذا تمثيل وفن راقي …٢- أن نخرج معا ونكون بمكان عام نعم… أما تتم القبل داخل الباص أو في المدرسةوبمناطقنا السياحية فهذا جديد على مجتمعناليتمتع المشاهد ويتابع العمل الفني فهذا أصبح شيئاً آخر لا علاقة له بالفن أصلاً… ٣ -أن نمزح ونضحك معاً نعم… لكن من أين أتيتم بهذه الألفاظ السوقية… هل مجتمعنا الأردني الراقي الذي قمتم بتصويره وصل إلى هذا الانحدار لا أعتقد… 4_ كيف سمحتم لأنفسكم وععمتم على مجتمعنا الأردني هذا الانحطاط من خلال هذا المسلسل الهزيل بمضمونه وشكله الذي لا يرقى لأدنى مستويات المتعة والمشاهدة…. ٥_ هل فكرتم يوما بأنكم حكمتم على أجيال من الشباب والشابات الأردنيات بانهم هكذا مسبقا وهم بناة المستقبل… ٦_ أيها الأباء… أيتها الأمهات أن التربية تنبع من بيوتكمفهل مدراسنا المختلطةهكذا… إذا كانت كذلك عليكم أن تراجعوا أنفسكم….٧_ الشركه المنتجه وكل العاملين في هذا العمل الهابط الذي لا يرقى لأدنى مميزات العمل الفني في معالجة الموضوع القصة،والحبكة الدرامية، والأحداث الموجودة به وحتى التصوير أنتم اعتمدتم على المشاهد الأباحية به ليتابع فقط… ولتعلموا إذا الشعب الأردني قد ثأر لهذه المشاهد الرخيصة، وانتم فرحين لأنكم انشهرتم وتكلمت الناس عنكم كثيراً فهذا ليس بنجاح…. ولا تفرحوا كثيرا وكونوا على يقين بأن السحر سينقلب يوماً على الساحر….

وأخيراً أقول … عذرأ جدتي …عذرا أمي… عذراًأختي… عذراً بنتي… عذرا أبي… عذرا أخي… عذراً زوجتي… عذراً لكم أيها الشعب الأردني… ورسالة موجهة للشعوب العربية الأردنيات أرقى وأجل وأرفع من ماشاهدتموه بهذا المسلسل الرخيصفنحن لم نتربى ونتنج فناًهابط تحته علامات أستفهام كثيرة…فهناك ما وراء الاكمة وهناك… وهناك…

والله من وراء القصد. …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى