برامج تدريبي لتأهيل الصحفيين نفسياً قبل الذهاب إلي تغطية الحروب

برامج تدريبي لتأهيل الصحفيين نفسياً قبل الذهاب إلي تغطية الحروب
يتعرض العديد من الصحفيين من جميع انحاء العالم وخاصة في الشرق الاوسط الي العديد من ممارسات العنف مثل التهديد والاعتقال والاغتيال والقتل وذلك في مناطف النزاعات المسلحة حيث أصبح الصحفيين ضحايا لعمليات القتل المستهدفة.
ونجد أن سوريا من أكثر الدول التي بها مخاطر التي تتعرض الي ظروف قهرية و قتل العديد من الصحفيين وهذا نظرا لان الانظمة من داخل سوريا ومن خارجها لا تريد تغطية الاحداث من قتل وتعذيب المدنيين واظهار الصورة الصحفية بان العنف الممارس من قبل داعش فقط ولكن هنا العديد من الاشكاليات الخارجية التي تريد أن تسيطر علي الدولة .
ذكرت نتائج دراسة العنف الجسدي ضد الصحفيين في مناطق النزاعات للدكتورة ميرال العشري بمقابلة الصحفية والاذاعية والناشطة الحقوقية السورية لينا الشواف رئيسة التحرير إذاعة رايو روزانا ” اوضحت أن في بداية النزاع السوري كان هناك العديد من الصحفيين الأجانب الذين يغطون الاحداث من سوريا لكن نظام الأسد وكذلك جماعات داعش والإخوان المسلمين لا يريدون من المراسلين اظهار الحقيقة ومن ثم تم قتل 122 صحفيًا داخل الاراضي السورية منذ بداية الصراع والحرب في سوريا ومثال علي ذلك في 13 أغسطس 2018 غطت ردايو روزانا بان قوات الرئيس بشار الأسد ، والجيش الروسي يريدون استعادة إدلب وحلب وحماة من قوات المعارضة السورية. ولكن اظهرت قوات المعارضة في تلك الحادث عنف موجهة ضد الصحفيين أثناء التغطية الصحفية حيث هرب أكثر من 60 صحافياً سورياً فروا من محافظات درعا والقنيطرة الجنوبية في شمال سوريا خوفا من الاعتقال والتعذيب الذي اصبح ممارسة لعدم بث الاخبار.
وذكرت لينا “فقد عاني العديد من الصحفيين داخل الاراضي السورية من كافة اشكال العنف الموجهة ضدهم ، وأسوأ أشكال العنف هي العنف الجسدي والاغتصاب في السجون ، حيث يتعرض الكثير من الرجال للاغتصاب أكثر من النساء في سوريا كما انها واجهت نفس التجارب التي شهدها الصحفيين داخل الميدان منذ اربعة سنوات عندما قررت الهرب من النظام السوري علي الحدود فقد تعرضت للتحرش الجسدي من قبل قوت النظام وكان هذا بمثابة تهديد لكل الاعلاميين والاذاعيين داخل سوريا فقد عانت من الاكتئاب لفترات طويلة لما شاهدته داخل الميدان فان الحرب سببت الكثير من الاعراض النفسية والجسدية لها لتركها دولتها ومحالة بث الحقيقية من خلال اذاعة راديو روزانا هي وجميع الصحفيين الهاربين من النظام محاوليين العودة مرة أخري عندما يرحل النظام وكل الطوائف التي تريد هدم سوريا.
وأثبت نتائح الدراسة أيضا الاضرار النفسية التي يتعرض لها الصحفيين والتي تؤثر علي سلامتهم الجسدية تلك الاضرار نتيجة التخويف والاعتداء ومشاهدة الموت والمعاناة التي يجدها الصحفيين داخل الميدان فكشفت الدراسة بان هذه المخاطر لها العديد من الآثار السلبية على سبيل المثال اضطراب ما بعد الصدمة اثبت الدراسات بان الصحفيين الذين عملوا لأكثر من عشر سنوات في مناطق الصراع يعانوا الان من اضطرابات نفسية وجسدية.
ولذلك فهم بحاجة الي الحماية قبل الذهاب الي الميدان وان الواقع العملي يدرس للصحفيين حماية الصحفي داخل الميدان فقد ولكن اغفل التاثيرات النفسية ومن هنا انطلق برنامج كيفية حماية الصحفيين من الصدمات داخل الميدان من خلال التعرض للصدمة .
واضح أحمد جابرأستاذ علم الأعصاب بجامعة عين شمس برنامج جديدة حول حماية الصحفيين من صدمات الحرب قبل الذهاب الي الميدان وكيفية تاهيل الصحفيين القادمون من مناطق امنه للذهاب الي مناطق النزاعات المسلحة من خلال اختبار كيفية التعرض الحقيقي للبيئات التي توجد بها صراع (الافتراضية أو الحقيقية) اي ان التعرض يكون وفقا الي اليات محدة .
المرحلة الاولي : تعرض الصحفيين علي مدار اليوم الي صدمات حقيقية واقعية عن طريق مشاهدة الاحداق ووفقا الي البرنامج النفسي أن كل ساعة في اليوم لابد من تعرض الصحفيين الي 25 دقيقة واقع اقتراضي للنزاعات المسلحة وهذا لمدة ثمانية ساعات كل يوم بواقع 30 يوم سوف يتشبع الصحفييون باشكال المخاطر والحروب وسوف يتجنب العديد من الصدمات حيث انه تم مشاهدتها من قبل .
ثم بعدها يتم إعادة تقييم ردود الفعل للصحفيين وفقا الي (الصفات الشخصية – التحمل -السلوك – التصرفات) عبر المستويات المختلفة .
أولأ: يتم تقيم شخصية الصحفي عن طريق خمس سمات شخصية (الخبرة ، الضمير ، الانبساط ، التواضع ، العصابية). من خلال هذه السمات يمكننا الحصول على فكرة تقريبية من هم الصحفيين القادريين للذهاب الي مناطق النزاعات المسلحة. ثانياً ، استبيان فحص الصدمة (TSQ) ثم عمل اسبيان موجهة قبل وداخل البرنامج لمعرفة نقاط القوي والضعف وتحسين تلك النقاط وبعد الانتهاء من البرنامج وذلك باستخدام مقاييس الاكتئاب والقلق.
المرحلة الثانية تحديد وتصنيف اماكن النزاعات والصدمات والمخاطر المختلفة وإعادة ترتيبها إلى مستويات بطريقة تصاعدية وفقًا للدراسة التجريبية تم تصنيف الصحفيين من هم القادرين للذهاب الي الاماكن التي بها نزاع ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ، أن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻗﺪ ﺗﺪهﻮر ﺑﻨﺴﺒﺔ 0.27٪ ﻓﻲ ﻋﺎم 2018 ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻠﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ (GPI).ولا تزال سوريا الدولة الأكثر خطورة بالنسبة للسنة الثالثة على التوالي ، وقد صنفت على الدوام بين الدول الخمس الأكثر خطورة في العالم منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2013.ثم أفغانستان ، جنوب السودان ، العراق واخيراً الصومال.
وذلك حتي نتمكن من الحماية النفسية للصحفيين وقدرات تحمل الصحفيين علي اماكن العنف ومن هم الصحفيين القادرين علي الذهاب الي الميدان.
المرحلة الرابعة: يمكن للصحفيين الذين يجتازون الاختبارات أن يصعدوا إلى أكثر تعرض الي العنف مثال يتعرض الصحفيين الي مستوي أعلي من البرنامج المتكرر من الصدمات الحية وبعد الانتهاء من المستوي الثاني يتعرض الي المستوي الثالث وذلك لاشباع الصحفيين بجميع أشكال المخاطر والصراعات.
المرحلة الخامسة : عند العودة من الميدان لابد ايضا من التدخل النفسي لمعرفة أنواع الصدمات التي تعرض لها الصحفيين ونسب تاثير الصدمات عليهم وكيفية العودة إلى الحياة الطبيعية.
كما أكد أحمد جابر أن هذا البرنامج التدريبي سوف يحمي سلامة الصحفيين بنسبة 80% ولتجنب الصدمات في المستقبل .
الدكتورة ميرال صبري الاستاذ المساعد بكلية الاعلام قسم الصحافة – المستشار الاعلامي لاتحاد الدولي للمراة الافريقي