اخبار قصيرة

دكتور ضياء عرفة لا كرامة لناجح في وطنه

دكتور ضياء عرفة لا كرامة لناجح في وطنه ولدى بني قومه مهدي مبارك عبد الله عنوان المقالة أعلاه حكمة مليئة بالألم والمرارة والعتب فاحترام مشاعر الكرامة للناس قبل كل شئ وفوق أي اعتبار لا تطاول عليها أو استصغار وما أصعب أهانتها والشعور بالانكسار والوطن بدون كرامة غربة والغربة مع الكرامة وطن وهي من العلامات الأساسية للرجولة والعزة والأنفة والشموخ وللنجاح في المقابل ضريبة باهظة الثمن كما للتفوق أعداء وحاسدون وناقمون و طريق التمييز شاق وملئ بالعقبات والعثرات ومحفوف بالمخاطر والتحديات وذو القلوب السوداء وقوى الشد العكسي يتربصون بكل مجتهد ويعملون على تقزيم النجاحات ووأدها وتشويه سمعته أصاحبها والتقليل من حجم انجازاتهم وتحطيم طموحاتهم وأمالهم من خلال أساليب رخيصة وبدون وازع أخلاقي ولا رادع من ضمير أو دين ما جرى مع رئيس جامعة ال البيت الدكتور ضياء عرفه حادثة مؤسفة واعتداء صارخ على مكانته وكرامته وعلمه وجامعته ونوابه وزملائه باستخدام الأساليب الهمجية والملتوية تحت ذريعة المطالبة بالحقوق والامتيازات والتي لا بد ان تكون على أساس حضاري وديمقراطي دون أية إساءات لأي جهة او شخص وتعكس الصورة المشرقة للعاملين بالجامعات أساتذة وموظفين وطلبة من هنا ينبغي الا يمر ما حدث في ال البيت مرور الكرام كغيرها من الحوادث الأخرى التي وقعت على رؤساء جامعات البلقاء التطبيقية ومؤتة والتي لم يتم الوقوف عندها بوعي وبجدية وحسم لمعالجة الظاهرة من جذورها التي أصبحت خطيرة وأصابت هيبة التعليم العالي في صميمه وهي تعبر عن حالة الانفلات المستشري في جامعاتنا الحكومية والخاصة والذي يستدعي اتخاذ أقصى العقوبات لكل من ارتكب المخالفات في إحداث الجامعات التي وقعت مؤخرا ولكل من أساء للحرم الأكاديمي أو لرؤساء الجامعات مع ضرورة تضافر جهود قطاع التعليم العالي كافة لمجابهة التحديات والمعيقات التي تواجه الجامعات الأردنية وإيجاد الحلول المتكاملة دون المساس بحاكمتيها واستقلاليتها واعتبار الحرم الجامعي كيان وطني محايد ومحترم يجب الحفاظ على هيبته وعدم المساس به تحت أي ظرف لقدسيته ومكانته الخاصة ولا يمكن قبول الاعتداء عليه او على العاملين فيه الدكتور عرفة رجل يمتلك رؤية عميقة ومخلصة تسير بخطوات ثابتة وواثقة نحو مزيد من الانجازات تؤرشفها النتائج والمخرجات جمع كنانته وحزم أمتعته استعدادا للرحيل بعدما أكد يقينا عدم رغبته في قبول ترشحه لفترة رئاسية ثانية ونحن نتفهم عمق إصراره وعميق جرحه بعد ان أصبحت الكرامة والشهامة وعزة النفس مقدمة على ما سواها من مكاسب ومناصب ومراتب وألقاب وأصبح من غير الممكن وتحت أي ظرف استمراره في عمله بعد الإساءة البالغة التي حصلت له وهذا حقه الشخصي المكتسب ولكن يبقى هنالك للوطن ومستقبله ورسالة العلم والمعرفة حقوق أسمى وأعلى واهم وان لم تقدر وتحترم وحين يضيق صدرك بما يؤلمك أيها الأخ الكريم تذكر أنبياء الله أهل السماء ورسل الأرض آذهم السفهاء وتنكر لفضلهم الجهلاء ونازعهم في المكانة الأقزام والنكرات ولا يخفى عليك قول الإمام الشافعي رحمه الله وكم من عالم متفضل سبه من لا يساوي غرزة في نعله مشاكلنا منذ خمسين عام نفسها لا زالت في صراع خفي وعلني مع الدهماء والعوالق والطفيليات التي تعشعش في كل مكان وتخرج علينا فجأة تريد أن تلتهم انجازات الوطن لنفسها وإننا نعي ونفهم أن للعلم وأهله مكانةٌ مرموقة لا تُنكَر وفضلٌ كبير لا يكاد يُحصر وأنت واحد من أهم الأكاديميين في الأردن تميزا وإبداع واستقامة ومن السواعد المثمرة في العطاء والتقدم ومن حملة قناديل العلم والمعرفة والتربية والتعليم الذين يجب توقيرهم وتقديرهم وإجلالهم وحفظ كراماتهم وان الإساءة لك والاعتداء عليك شكل جريمة مخزية بحق الوطن وجميع أبناء المخلصين وما حصل هو مصاب جلل وانتكاسة عظيمة وتطاول سلوكي مرفوض سيما انه وبشهادة الكثيرين من زملائك وطلابك وأصحاب الاختصاص في الداخل والخارج أكدوا غير مرة أنك إنسان جاد وذكي ونشيط تحب عملك كثيراً وتصدر قراراتك بروية وبعد دراسة وتمحيص وتحترم جداً كل من هو مخلصٌ في عمله وانك إداري بارع ومنصفٌ للحقوق وأكاديمي رفيع المستوى تدافع عن الحق والحقيقة ولا تأخذك فيهما لومة لائم وانك أستاذ استحق المنصب عن كفاءة وأهلية وانك أيضا تميزت بالشفافية والعدالة ولغة الحوار العقلاني واحترام الأخر عند اتخاذك القرار وهو ما كان يطالب بة المجتمع الجامعي في حرم ال البيت وأبناء المحافظة بشتى أطيافهم قبل وصولك وقد استطعت إدارة الموروث الثقيل والمعقد للجامعة بما تمتعت به من سيرة أكاديمية وإدارية مميزة وباع طويل في العمل في مؤسسات التعليم العالي كما كنت على مسافة واحدة من مكونات الجامعة والمجتمع كونك من خارجهما ولم تحسب على أي من المكونات الرئيسة في محافظة المفرق وأنت عالم جليل وكبير ومن ابرز قامات الهرم الأكاديمي في الأردن لكن الموظفين يتهمونك بعدم خدمة المجتمع المحلي في الوقت الذي وضعت فيه بروتوكولا مهنيا لمراقبة الدوام والعمل ورفضت أي ضغوطا من أصحاب النفوذ في المنطقة لإقرار المزيد من التعيينات في الجامعة المتخمة بالوظائف الزائدة عن الحاجة والتي تستنزف الموازنة حيث كانت من هنا بداية الخصام والصدام مع البعض قبل الحادثة الأخيرة المستنكرة وللأنصاف نقول ربما يملك الذين خرجوا عليه وعارضوه شيئا من الحق لكن هذا لا يمنحهم أبدا شرعية البغي والتسلح بالفوضى والتهجم والتهديد ومعالجة الخطأ بخطيئة اكبر وأعظم ولمنع تكرار ما جرى في جامعة ال البيت مرة أخرى لا بد من وضع خطط حازمة كفيلة بحماية وتحصين منظومة القيم النبيلة التي توافق الوطن عليها عند بناء مؤسسات التعليم العالي وصيانتها وإدامتها بكل ضمير حي ووجدان صادق وضمن الرؤية الملكية التي قررتها قيادتنا الهاشمية الحكيمة لمسيرة التعليم العالي ومؤسساته باعتبارها رافدا للعطاء والإنجاز الوطني الشامل فنحن اليوم نضع أيدينا على قلوبنا وجل وخوف من واقع لا يرحم وتهور فوضوي ورعونة تجرنا نحو الهاوية حين يبخس من قدر القدوة وتهان الأسوة فاعلموا عندها أن منظومة القيم لدينا قد انهارت ودق ناقوس الخطر فالقدوة هو المعلم وأستاذ الجامعة والعالم المستنير هذه الرموز المتميزة هم ذخيرة الوطن وركيزة الحاضر وبناة المستقبل والتي تؤدي واجبها بتفان وإخلاص فإن أهينت فهذا دليل على خطب كبير وخلل فظيع في منظومة القيم المجتمعية التي نحتكم إليها فإلى زمن قريب جدا كان معلم المدرسة مكرما في أسرته ومجتمعه وأستاذ الجامعة له حظوة وشرف كبيرين في محيطه ووظيفته وها تحن الآن أمام مأساة جديدة يضطر فيها رئيس جامعة مكره على ترك مكانه وعمله الذي أحب كجندي وخادم للعلم والمعرفة فقد بلغ السيل الزبى ونحن نرى العلم والمعلم يهانان في جامعاتنا على يد طلبتها وموظفيها وهيبة مؤسسة عامة تغتصب في وضح النهار والعار يطال مشاعرنا في واحدة من اعرق مؤسساتنا الأكاديمية والعالم يتناقل أخبارنا بتعجب وربما سخرية وبقدر ما كانت جملة الوقائع التي جرت في جامعة ال البيت صادمة ومستفزة لكثير من الأردنيين فإنها أعادت النقاش حول البنية الأخلاقية والسلوكية والتربوية داخل المجتمع حيث طـرحت العديد من الأسئلة حول دلالات وأسباب الانفلات لهذا الحد من عدم المسؤولية المطلقة ودون خوف من مسائلة او عقاب عند الاعتداء على العلم والحرية والكرامة والمؤسسات العامة من قبل البعض وهل نحن بصدد انهيار كامل لمنظومة الأخلاق والقيم الإدارية والأكاديمية والتعليمية والإنسانية وعلى من تقع مسؤولية هذه الظاهرة المقلقة والتدهور الخطير والانحراف المنظم على المجتمع أم الدولة أم كليهما معا وحقا وكما يتساءل بعض الزملاء إذا كنا غير قادرين على احترام كرامة وتوقير مكانة وحماية شخص عالم وأداري وخبير مثل الدكتور عرفه فما هي حاجتنا نحن إليه كمتخصص بالفيزياء الصلبة وبمؤسس رابطة الفيزيائيين الأردنية 1975 وبعضو الهيئة العلمية لجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب الشبان والرئيس السابق لهيئة لجنة التحكيم لجائزة البحث العلمي قطاع الاختراعات وهيئة لجنة التحكيم لجائزة هشام أديب حجاوي عن قطاع تكنولوجيا الصناعة أليس ذلك مدعاة للتعجب ونحن نستذكر كيف يحاولون إقناع الكفاءات العلمية والأكاديمية بعدم ترك العمل والرحيل الى المهجر بداعي ان الوطن بحاجتهم وهو أولى بهم بعدما اصحبوا لقمة صائغة للمهانة والتحقير والمضايقة والظلم إن الخطب أعظم من إهانة أستاذ جامعي أو تعنيفه او طرده بالقوة من مكتبه بل أعتقد جازما أن الأمر يستحق منا وقفة للنظر في حيثيات الواقعة لتشخيص هذه الظاهرة النّشاز ووضع حدّ جذري لها كي لا ينتشر هذا الوباء في كل الجامعات بصورة علنية وفي وقت قصير أقول إن طرد المعتدين أو سجنهم ليس حلا مثاليا في نظري وإن كنت أميل إلى فرض هيبة الدولة والقانون وحماية مؤسسات التعليم العالي من الاستهتار والاستقواء والعيث والفتن والخراب لكن كما يقال رُبّ نقمة في طيّها نعمة فتكون هذه الحادثة صحوة لما بعدها ووقفة جادة لمعالجة وطنية حقيقية وصادقة تخدم المصلحة العامة بعيدا عن المقاربات والمصالحات ذات الطابع الشخصي والعشائري وإننا بحاجة ماسة إلى إعادة الثقة بين هذه المكونات من أبناء المجتمع حتى نضع القاطرة في مسارها الصحيح ونستطيع بذلك بناء الوطن الذي يحترم الناس فيه بعضهم البعض عن قناعة ووعي ومن ثم وضع المبادرات والتوجيهات الملكية نحو الإصلاح والتحديث وتطوير التعليم وآفاقه موضع التنفيذ دون تأجيل أو تأخير وإعادة النظر في الخطط والبرامج العشوائية عديمة المعنى وعقيمة الجدوى وكفانا تنديد وشجب واستنكار لما يجري في جامعاتنا ومدارسنا ووزاراتنا ومؤسساتنا وشوارعنا وكفى أيضا التنصل من المسؤوليات وتحميل الآخرين وزر أعمالنا فكلنا مسؤولون وكلنا معنيون كل من جهته وحسب استطاعته وقد آن الأوان لإعادة النظر في منظومة القيم التي هزلت وانقرضت و التربية التي ضعفت وانعدمت لأنهما الأساس المتين الذي يحصن الوطن من الضياع والانهيار خاصة وأنها ليست هذه أول مرة يمنع فيها رئيس جامعة من الوصول لمكتبه او يخرج منه عنوه فقد حدثت في جامعات أخرى وحاول الناس فرض إراداتهم دون ردع وكانت تنتهى هذه الأمور دائما بصلح على فنجان قهوة وتبويس اللحى في انتظار مصيبة جديدة اكبر واعظم بعدما أصبح المتنفذون يعتقدون انهم فوق القانون وانهم غدوا أقوى من الحكومة والدولة وقد كان أولى منذ البداية حفظ هيبة رئيس الجامعة ومكانته بما يكفل التعامل معه كقامة أكاديمية وتوفير الدعم له في ممارسة صلاحياته التي منحه إياها القانون فبل أن تشيع الفوضى في مختلف مرافق المجتمع الرسمية والشعبية ارحموا الوطن ومستقبل أجياله فقد كثرت هجرة وهروب العقول والكفاءات من مختلف التخصصات العلمية والأكاديمية والمهنية والطبية والهندسية والتربوية وغيرها الكثير لعدم التقدير والاحترام والاستخفاف والتعامل بدونية وغياب أي معطيات آو برامج وطنية واعدة تشجعهم وتحفزهم على البقاء في وطنهم والاستفادة من علومهم وابتكاراتهم وإبداعاتهم بين أهلهم وأحبابهم يشار إلى أن الدكتور عرفة وبشهامة عالية وإنسانية كبيرة وبترفع عن لاصغائر والضغائن والانتقام ودون أي ضغوطات من أي جهة او طرف وقبل ان ترفع المسائلة الى القضاء تنازل عن حقه الشخصي كامل في القضية التي جرت ليسجل موقفا رجوليا صادقا في الحلم والحكمة والصبر والوقوف الى جانب الوطن في محنته ومصابه سؤال مشروع إلى متى كل ناجح ومتميز و متقدم في بلدي ( تسن له السيوف ويقذف بالمنجنيق والى متى أيضا فارسنا نقتله وغنينا نفقره وعالمنا نزجره ) لم أكتب ما سبق تملقا ولا مجاملة لأحد وأنا لا اعرف الدكتور ضياء عرفه لا من قريب ولا بعيد ولم أقابله في حياتي وهو لا يعرفني بكل تأكيد لكنني أحسست أن هناك ظلمًا واعتداء غير مقبول وقع على واحد من أبناء الوطن الذين يعملون بجهد مخلص وتفان عظيم لاستمرار مسيرة حياة أبنائنا الجامعية والأكاديمية في أجواء من الوعي والأمن والطمأنينة والسلامة فعز علي المقام أن أبقى في صفوف المتفرجين اصفق للخطأ أو أطبل للباطل 0777420269 [email protected]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى