النظام الایرانی والتطورات الدولیة الاخیرة
نظرا للتطورات الأخيرة في الإدارة الأمريكية والحديث عن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل أكثر جدية، يطرح سؤال على الطاولة وهو ماذا سيفعل النظام فيما يتعلق بهذا الموضوع؟
وهناك آراء ووجهات نظر متباينة بشأن هذه القضية في العصابات الداخلية في النظام حيث يؤكد البعض مثل عراقجي مساعد وزير الخارجية للنظام على فكرة قاضية بأنه ينبغي لنا أن نحتفظ بأوروبا لأنها ونظرا لمصالحها واستقلال تتمتع به، سوف تقف في وجه الولايات المتحدة.
كما أكد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان يقول: ينبغي لنا أن نقترب من كل و روسيا والصين.
وهناك البعض في النظام يقولون: ينبغي لنا أن نتخذ نهج التخصيب والاقتصاد المقاوم.
وفي الحقيقة ليس أي من هذه المقترحات قابلا للتطبيق ولا يعالج مشكلة من النظام. غير أنه من الطبيعي أن أوروبا لها مصالح اقتصادية كثيرة مع النظام ولكن ومن جهة أخرى لها مصالح كبيرة في تعاملها مع الولايات المتحدة وبالتالي من المستبعد أن ترهن علاقاتها مع الولايات المتحدة بتعاملها وصفقاتها مع النظام.
والحلول المقترحة الأخرى هي من أجل تعزيز المعنويات للقوات المهمومة للنظام وليس إلا، ولذلك ما اتضح بشكل واضح هو هاجس خوف ساور النظام بشأن هذه القضية.
نظرة إلى الشرق
وبشأن الحل القاضي بالاقتراب من روسيا والصين حيث يعلن عنه البعض،
إذا ما كان هناك حل يقضي بأن كلا من روسيا والصين وبعد عقود من العلاقات السياسية والاقتصادية مع النظام تستعدان لتقديم أية مساعدة للنظام، فمن المفروض أن النظام كان يتخذ هذا النهج منذ البداية حيث لم يكن يضطر إلى الجلوس وراء طاولة المفاوضات مع الغرب والرضوخ للاتفاق والتراجع أخيرا. كما وأن هناك كانت نظرات إلى الشرق في ولاية أحمدينجاد إذ لم تجد فائدة وتعالج مشكلة لصالح النظام.
وبعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تكاد تكون ترجع العقوبات إلى ما كانت عليه سابقا. وفي هذه الحالة لن تقبل أية شركة أو مؤسسة عملاقة (سواء كانت في أوروبا أو في روسيا والصين) فرض العقوبات الأمريكية الثقيلة عليها لإبرام الصفقة مع النظام. وفي العالم الاقتصادي تستوجب موازنة القوى أن ينطبق الكل مع الولايات المتحدة. إذا، لن يكون ذلك حلا للنظام.
وفي الحقيقة في الظروف الراهنة التي نرى فيها الاتفاق النووي مازال قائما، لا نجد شركة أخرى سوى شركة توتال التي تتعامل وتستثمر مع النظام في ظل ظروف خاصة، أن تجازف بالاستثمار في إيران. وبالتالي من المستبعد أن ترضخ أوروبا لمثل هذه المجازفة في اختيارها بين هذين الطرفين. والسؤال الأخير هو أن الملالي من الممكن أن يجذبوا الدعم الأوروبي في الأيام الأخيرة للموعد النهائي وذلك من خلال التراجع من طموحاتهم التوسعية في المجالين الصاروخي والإقليمي وهكذا يحتفظون بالاتفاق النووي، وهل من شأن ذلك أن يشكل حلا للنظام؟
التراجع أمام المجتمع الدولي
من الواضح أن هذا النهج أي التراجع فيما يتعلق بالبرنامج الصاروخي والكف عن التدخل في المنطقة، لو كان ممكنا للنظام لما قام به النظام في وقت مبكر وذلك للتجنب من مثل هذه التداعيات الحالية. ولكن إذا ما تجرع هذا السم فسوف يواجه تداعيات خطيرة، وبالمناسبة خوف النظام من هذه التداعيات لم يسمح له من الاقتراب من ذلك! وإذا ما تمكن النظام من التراجع فالرسالة الأولى للمواطنين والمجتمع الدولي هو أن النظاميعيش ظروفا هشة وهو عاجز بشكل مطلق مما يضعف كلا من خامنئي وقوات الحرس. كما وأن النظامعندما رضخ للاتفاق النووي كان موقفه ضعيفا للغاية غير أنه وفي تلك الفترة تمكن من الحصول على حوافز وامتيازات نظرا لسياسة المساومة فضلا عن تراجعه وتجرعه السم. ولكنه وفي موازين القوى الراهنة وفي ظل الظروف الدولية الحالية حيث تتواصل انتفاضة الشعب الإيراني الداعية إلى إسقاط النظام، في حالة تراجع النظام والاضطرار إلى الكف عن إحدى الركيزتين لبقائه أي تصدير الإرهاب (التدخل في بلدان المنطقة) ما يرحب به الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، فسوف يشير ذلك إلى ظروف لا يخرج فيها النظام من المأزق فحسب وإنما سوف يشدد المأزق ويجعل إمكانية الإطاحة بالنظام أكثر من ذي قبل.