اخبار محلية

محمود دبور يكتب لقد اختلف طعم السكر

لقد اختلف طعم السكر …

في الماضي القريب كنّا عائلة ..نأكل من صحن واحدٍ تملأ ضحكاتنا المكان …نشعر بسعادة غامرة نحلق كما النجوم …
كنّا في في ما مضى عائلة! يجمعنا همٌّ واحد نخاف على كل فرد منّا …. نتألم كواحدٍ يجمعنا فراشٌ واحد … لا فرق بيننا ولا يهمنّا ما يقوله الناس لا هموم نرويها ولا ألم نحمله ..
نتقاسم الحنين والخبز ويجبر بعضنا بعضه كنّا واحداً ….

نعم لقد اختلف طعم السكر … فهذا رجل ينتظر حفيده نهاية كل شهر وهذه أم تنتظر شمل عائلتها وليتهم لم يحضروا فكلٌ واحدٍ منهم أسير هاتفه …
يتابع أدق تفاصيل الوهم في عالمٍ أشغلهم…
فما عاد طعمٌ للحنين ولا رائحةٌ لتلك الرسائل الورقية التي تحمل الورد المجفف….

فلتخبروا الشافعي …بأنه لم يعد هناك صديق صدوق

أصبحنا نعيش في برود كطفل اختطفه الضياع ..

كم أشتاق لأحاديث جدتي وقصة الغولة … فما عادت تلك الغولة تخيف أطفال هذا الزمان …
وما عاد طعم الدقيق كالسابق … نأكل دون شعور وننام دون راحة ..
نحتاج إلى الكثير من الألوان لنلون حياتنا …
ولنرسم حياة أفضل …

قتلنا التطور !
هو ليس كما يرسمونه لنا ..هو سجن فيه رفاهية كاذبة …
وطعام مسموم لا صلة له بخبز جدتي وزعترها …
لقد تجاوز هذا العالم مسيلمة الكذاب …
هو وهمٌ أضاعنا … وأفقدنا جلَّ مشاعرنا ..
نحن آلالات بطريقة ما …

أين الرصافي من زمننا حين قال:

هي الأخلاق تنبت كالنبات

إذا ُسقِيَت بماء المكرُمات….

فلتخبروا الرصافي أننا نعيش اللؤم والحسد ويغتب بعضنا بعضا ..
وعمت الفاحشة الأرجاء
وشجرة الحياء وجدها حطابٌ وقطعها ….

لقد اختلف طعم السكر وأصبح علقما ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى