الأردن … مطلوب تعزيز الجبهة الداخلية

الأردن … مطلوب تعزيز الجبهة الداخلية
بقلم :- الدكتور ماجد الخضري
تمر المنطقة العربية بظروف استثنائية وصعبة للغاية في ظل ما يجري في فلسطين من قتل وتدمير واعتداء على الآمنين ، ومع تغول الكيان الصهيوني على دول المنطقة واحتلالها أجزاء من سوريا وأجزاء اخرى من لبنان ووضع خطة لتفريغ غزة من سكانها وضم الضفة الغربية بعد تفريغ سكانها طبعا .
وفي ظل هذه الاجواء الملتهبة فالمطلوب من الأردن المحافظة على جبهته الداخلية قوية و متماسكة وموحدة ليتمكن الأردن من تجاوز كل المخططات الجهنمية التي تسعى للعبث بالوضع الداخلي المستقر من خلال إثارة الفتن والنعرات والقلائل .
والحفاظ على استقرار الاردن لا يكون الا بتعزيز نهج الحريات والمضي في تعزيز الديمقراطية وصون الحريات العامة وعدم التدخل في كافة الانتخابات التي ستجري سواء نيابية او محلية او نقابية وإتباع نهج الشفافية وتعزيز الرقابة الداخلية على مؤسسات الدولة واذرعها .
وتعزيز استقلالية القضاء وفصل السلطات عن بعضها البعض والتوسع في مكافحة الفساد الإداري والمالي الذي قاد البلاد خلال السنوات الماضية الى كوارث مالية واثر على الاستقرار المالي وساهم بزيادة المديونية التي وصلت الى ارقام غير مسبوقة .
فتقوية الجبهة الداخلية يكون من خلال إصلاحات شاملة في مختلف القطاعات الحيوية وغير الحيوية والتوسع في صون الحريات العامة وتقليل الاعتماد على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتهيئة الاقتصاد الأردني للمرحلة القادمة بحيث يعتمد الاقتصاد على الذات ويتم تطبيق خطة هدفها زيادة تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي وبناء مصانع وشركات كبرى تساهم بتقوية الاقتصاد .
فالوطن يعاني معاناة كبيرة من الترهل الإداري والمالي وعدم إنشاء مصانع او شركات جديدة تساهم بتشغيل العاطلين عن العمل حيث ارتفعت نسبة البطالة لأرقام غير مسبوقة في ظل عدم وجود حلول لمشكلة البطالة وأصبحت هذه المشكلة التي ترافقت مع مشكلة الفقر تهدد المواطن الأردني حيث اصبح ما يزيد عن ثلاثين بالمئة من ابناء الشعب الأردني يعتمدون على المساعدات التي يتلقونها من المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة وبلغت نسبة الفقر في بعض المناطق خمسين بالمئة مما يهدد الاستقرار والأمن الداخلي .