مريم رجوي: الشعب الإيراني يقترب من إسقاط نظام ولاية الفقيه
مؤتمربعنوان“السياسة الجديدة تجاه النظام الأيراني”
مريم رجوي: الشعب الإيراني يقترب من إسقاط نظام ولاية الفقيه ويجب أن يدعم العالم نضاله من أجل الحرية
في يوم السبت، 11 يناير 2025، عُقد مؤتمر بعنوان “السياسة الجديدة تجاه النظام” في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور عدد من الشخصيات البارزة من أوروبا وأمريكا. كان من بين المتحدثين ليز تراس، رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة، وتيموشينكو، رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة، ويوانس يانشا، رئيس وزراء سلوفينيا السابق، بالإضافة إلى الجنرال جيمس جونز، المستشار الأمني السابق لرئيس الولايات المتحدة، وجون بيركو، رئيس البرلمان البريطاني السابق، وديفيد جونز، وزير ويلز السابق والبريكست، وأولا الوستن، عضو البرلمان النرويجي ووزير البيئة السابق.
كما أفاد تقرير لوكالة “رويترز” أن كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كان من بين المشاركين في هذا الحدث، حيث ألقى كلمة أمام الحضور. وأشارت الوكالة إلى أن كيلوغ، الذي من المقرر أن يشغل منصب المبعوث الخاص إلى أوكرانيا وروسيا في إدارة ترامب، قد أرجأ زيارات رسمية إلى عواصم أوروبية إلى ما بعد تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني. وأضافت “رويترز” أن مشاركة كيلوغ في هذا المؤتمر، حتى ولو بصفته الشخصية، تعكس اهتمام الإدارة الأمريكية الجديدة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ناقش المتحدثون في هذا المؤتمر الأوضاع المتدهورة للنظام الإيراني، والفشل السياسي الذي منيت به في المنطقة، ودور المقاومة المنظمة في إسقاط الديكتاتورية الدينية وتحقيق الحرية والسلام في المنطقة.
كانت السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المتحدثة الرئيسية في المؤتمر. وقد افتتحت الجلسة بخطابٍ أكدت فيه أن إسقاط نظام الملالي في إيران يمثل السبيل الوحيد لتحقيق الحرية والسلام في المنطقة. كما تطرقت إلى الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد.
في بداية حديثها، وجّهت تحياتها وسلامها إلى مجاهدي أشرف ثلاثة، معبرة عن تقديرها لدورهم في النضال ضد النظام.
وقالت مريم رجوي: “النظام الديني الإيراني يواجه الآن أزمة حادة على جميع المستويات. النظام يعاني من قمع اقتصادي شديد وأزمات اجتماعية متفاقمة، فضلاً عن الفساد الحكومي الذي بات يعم البلاد، مما دفع الشعب إلى حالة من اليأس والانفجار”.
وأضافت: “الانتخابات الأخيرة كانت مثالاً على ذلك، حيث قاطعها الشعب بنسبة تفوق 90%، ما يعكس فقدان النظام لقاعدته الاجتماعية بشكل كامل”.
وتابعت: “هزيمة النظام في سوريا ولبنان، وسقوط ديكتاتورية الأسد، شكلت ضربة قوية للنفوذ الإيراني في المنطقة. وقد ساهمت هذه التطورات في تقليص قدرة النظام الإيراني على تهديد الدول المجاورة وتحقيق أهدافه من خلال الوكلاء الإرهابيين مثل حزب الله”.
وأشارت إلى: “هذه الهزائم دفعت النظام إلى محاولة الهروب من أزمته عبر تصعيد القمع الداخلي، وزيادة عمليات الإعدام، من أجل الحفاظ على وجوده، لكن هذه الممارسات لم تفلح في وقف غضب الشعب المتزايد ضد الحكم الديني”.
وأكدت مريم رجوي: “اليوم الشعب الإيراني بات أكثر وعيًا وإصرارًا على إسقاط النظام، مع تزايد مشاركة الشباب في المقاومة، وانضمامهم لوحدات الانتفاضة التي تواصل إعداد نفسها للإطاحة بالنظام بشكل منظم”.
وفي ختام حديثها، دعت مريم رجوي المجتمع الدولي إلى التوقف عن سياسة المهادنة مع النظام الإيراني، مؤكدًة أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية.
الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، خلال كلمته في المؤتمر، أكد أن العالم اليوم يواجه لحظة تاريخية حاسمة لتحديد مصير إيران واستقرار الشرق الأوسط. وأوضح أن عام 2024 كان كارثيًا على النظام الإيراني، حيث تعرضت سوريا، التي كانت تعد العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني، لسقوط مدوٍ بعد أن أنفقت طهران أكثر من 50 مليار دولار لدعمه وخسرت آلاف العناصر من الحرس الثوري.
وأضاف الجنرال جونز أن تأثير انهيار النظام في سوريا امتد إلى حزب الله في لبنان، الذي بات على حافة الانهيار، بالإضافة إلى الحوثيين في اليمن الذين يعانون من انتكاسات قوية. هذه الشبكة التي بناها النظام الإيراني لعقود تتفكك أمام أعين العالم.
وتحدث عن الوضع الاقتصادي المتردي في إيران، حيث وصلت قيمة العملة إلى مستويات غير مسبوقة، والتضخم دمر حياة الإيرانيين مع نقص في السلع الأساسية وانقطاع الكهرباء الذي شل البلاد. ورغم القمع الوحشي، قال الجنرال جونز إن الشعب الإيراني يواصل احتجاجاته في مختلف المدن، حيث نفذت وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق عمليات جريئة ضد رموز النظام وقواعد الحرس الثوري.
وأشاد بالدور المحوري الذي تلعبه السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي للنظام الحالي. ولفت إلى أن خطة النقاط العشر للسيدة رجوي قد لاقت دعمًا عالميًا من أكثر من 137 قائدًا سابقًا. وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يتخلى عن سياسة الاسترضاء ويقف إلى جانب الشعب الإيراني عبر فرض عقوبات جديدة ودعم المقاومة لتحقيق التغيير.
في ختام حديثه، شدد الجنرال جونز على أن الشعب الإيراني قد أظهر صمودًا استثنائيًا، وأن التغيير أصبح قريبًا، ويجب على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانبه لدعم الديمقراطية في إيران.
ليز تروس، رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة، في كلمتها خلال المؤتمر، أشارت إلى أن عام 2025 يمثل نقطة تحول في العالم، حيث يعود الرئيس ترامب إلى قيادة الولايات المتحدة، ما يعني عودة قوية للعالم الحر. وأضافت أن النظام الإيراني يعيش في أضعف حالاته بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، وما يعانيه من ضغوط داخلية وفشل وكلائه.
وأوضحت تروس أن هذه الظروف تشكل فرصة للتغيير في إيران، حيث يجب على المجتمع الدولي التحرك لمواجهة النظام الإيراني الذي يقترب من امتلاك السلاح النووي. وقالت: “إذا لم نتحرك الآن، سنشهد استمرار إيران في تصدير الإرهاب، وهذا سيطال بلدانًا مثل بريطانيا، ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وأكدت أن الغرب يتحمل جزءًا من المسؤولية، بسبب ضعف الرد واتباع سياسة الاسترضاء مع النظام الإيراني. وشددت على أن الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) كان فاشلاً منذ البداية، وها هو اليوم يتسبب في تعقيد الأمور.
وأشادت تروس بدور المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، مشيرة إلى أن الشعب الإيراني لا يزال يقدم مثالًا على المقاومة رغم القمع المستمر. وأضافت أن الشعب الإيراني بحاجة لدعم خارجي حاسم لتحقيق الحرية والديمقراطية.
ودعت إلى فرض عقوبات اقتصادية صارمة على النظام الإيراني، إلى جانب تقديم كل الدعم للشعب الإيراني، معتبرة أن الحل يكمن في دعم الديمقراطية والحرية في المنطقة. وأكدت على ضرورة الوقوف بجانب إسرائيل في مواجهة هذا التهديد، باعتبارها شريكًا في الدفاع عن الاستقرار الإقليمي.
وفي ختام حديثها، أكدت تروس على أهمية أن يتحرك المجتمع الدولي الآن لدعم الشعب الإيراني، مشيرة إلى أن النظام الإيراني يعيش على وقت مستعار، والتغيير أصبح واقعًا وشيكًا.
جون بيركو، رئيس البرلمان البريطاني الأسبق
جون بيركو، رئيس البرلمان البريطاني الأسبق، خلال حديثه ، أبرز عدة نقاط هامة تتعلق بمستقبل إيران وما تواجهه من تحديات. في بداية كلمته، أعرب عن امتنانه لوجوده بين الحاضرين، وأشاد بالتنظيم الدقيق للفعاليات ودور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في جمع الدعم عبر الطيف السياسي البريطاني.
بيركو أشار إلى أن النظام الإيراني وصل إلى أضعف نقطة في تاريخه، خاصة من الناحية الاقتصادية، حيث يعاني الناس من تدهور معيشة شديد. كما لفت إلى دور الشعب الإيراني في رفض الانتخابات المزيفة، والتي تعد تعبيرًا عن رفض النظام من قبل غالبية الشعب. وشدد على أن الشعب الإيراني، كما كان يقول تشرشل، لن يتحمل الوضع الحالي أكثر، مما يظهر استعداده للانتفاض ضد النظام.
المتحدث لاحظ بأن الملالي يعانون من عقلية استبدادية تعتمد على الوهم بأنهم أذكى من الجميع، إلا أن الشعب الإيراني قد بدأ يدرك حقيقة النظام. وأشار إلى أهمية الاستمرار في الضغط على النظام وعدم الوقوع في فخ الاسترضاء، لأن ذلك لا يؤدي إلى حل بل يعزز من قوة المستبدين.
بيركو شدد أيضًا على أن البديل الوحيد لتحقيق حرية الشعب الإيراني والسلام في المنطقة هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي. وأشاد بالبرنامج السياسي الواضح الذي يتبناه المجلس، بما في ذلك تشكيل حكومة مؤقتة تمتد لستة أشهر، تهدف إلى إجراء انتخابات حرة تسفر عن حكومة ديمقراطية. وقال إن السيدة رجوي تقدم رؤية واضحة تحقق تطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية.
وفي الختام، أشار بيركو إلى أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ليس مجرد تحالف سياسي عابر، بل هو حركة تمتد جذورها من داخل النسيج الاجتماعي الإيراني، وتعكس تطلعات الشعب نحو الحرية
للمزيد من التفاصيل حول أحداث الجلسة كاملة، يمكنكم زيارة الرابط التالي.