عدسه الدرب

اعادة فتح مرقد السيدة زينب: ضربة قاصمة لأسطورة الدفاع عن الحرم

اعادة فتح مرقد السيدة زينب: ضربة قاصمة لأسطورة الدفاع عن الحرم

الدرب – نيوز

إعادة فتح مرقدي السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق، التي تزامنت مع الاحتفالات المليونية للشعب السوري في أول جمعة بعد الإطاحة بعائلة الأسد المكروهة، أصبحت خبراً مهماً. وكانت كالسهم الذي أصاب جبهة خامنئي، واضعًا ختم البطلان على دعاية “الدفاع عن الحرم” كذريعة لإرسال القوات وشن الحرب في سوريا.
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية في 12 ديسمبر خبر “إعادة فتح مرقد السيدة زينب”، وقالت: “إن حرم السيدة زينب، الذي كان قاعدة للنظام الإيراني، أصبح الآن بيد الثوار… وأوضح مدير هذا المكان أن الحرم مفتوح وجميع العاملين قد عادوا”.
في نفس اليوم، عرض التلفزيون السوري صوراً لفتح “الحرم”، مؤكداً أن إغلاق المرقد كان مؤقتاً ولأسباب أمنية. وقال الشيخ أيمن زيتون، أحد المسؤولين عن مرقد السيدة زينب: “هذا المكان وجميع المقدسات في أمان، وأتباع أهل البيت بخير. بعد الإغلاق المؤقت لمرقد السيدة زينب، فُتحت الأبواب مجدداً للزوار”.
وأضاف: “لقد قمنا بإعادة فتح المرقد، وكان الإغلاق ضرورياً لأسباب أمنية حتى لا يُلحق به أي ضرر. واليوم فتحنا المرقد، ويمكن للجميع الدخول ورؤية أن المرقد لم يتعرض لأي أذى أو تخريب. نشكر إخوتنا في قيادة الثورة، فقد كانوا هم الحماة الحقيقيون لهذه المقدسات وحافظوا عليها بشكل صحيح. نحن ممتنون لهم للغاية”.
هذا الخبر انعكس في وسائل الإعلام الحكومية بحالة من الارتباك. موقع “تابناك”، التابع للحرسي محسن رضائي، نشر مقطع فيديو من “حرم السيدة زينب”، وكتب: “نُشرت صور جديدة من حرم السيدة زينب تظهر أن الساحة المطهرة للسيدة زينب مفتوحة وأن الناس يترددون فيها”.

في الوقت الذي استغل فيه خامنئي “الدفاع عن الحرم” كذريعة لدعم سياساته المشؤومة لتصدير الرجعية وحماية ديكتاتورية الأسد في سوريا، أنفق عشرات المليارات من أموال الشعب الإيراني وأرسل آلاف القوات التي قُتلت في هذا الصدد.
إعادة تكرار أكذوبة “الدفاع عن الحرم” خلال هذه السنوات كانت مستمرة، رغم أن جزءاً كبيراً من قوات خامنئي التي قُتلت، سقطت على بعد مئات الكيلومترات عن “الحرم” (الذي يقع في دمشق)، وفي محافظات سورية أخرى. الكثير من هؤلاء شاركوا في مجازر بحق النساء والأطفال السوريين في محافظة حلب وفي تدمير هذه المدينة التاريخية. ومن بين هؤلاء كان العميد في الحرس المجرم همداني، نائب السفاح قاسم سليماني، الذي لقي حتفه خلال معارك حلب. بينما كانت دعاية النظام تشير إلى “الدفاع عن الحرم”، أصبحت هذه المزاعم موضع سخرية عامة.
خامنئي كان قد صرح في عام 2016: “من يذهب من هنا إلى العراق أو سوريا ليقف دفاعاً عن حرم أهل البيت في مواجهة هؤلاء التكفيريين، فإنه في الحقيقة يدافع عن مدنه ووطنه” (موقع خامنئي، 25 يونيو 2016).
الآن، ومع إعادة فتح مرقد السيدة زينب واحترام حرمة وحقوق زواره بعد سقوط الأسد، أصبحت أكاذيب خامنئي حول “الدفاع عن الحرم” فضيحة مربكة حتى لأقرب مرتزقته وميليشياته، وزادت من تأثير صدمة سقوط الأسد على نظامه.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة “اعتماد” بتاريخ 15 ديسمبر: “طريقة عرض برامج التلفزيون الحكومي وتصريحات الخبراء في هذه الأيام تظهر أن التلفزيون ربما كان مرتبكاً بقدر وسائل الإعلام السورية نفسها. كما أن تصريحات الشخصيات التي دُعيت كخبراء في البرامج أظهرت تناقضاً واضحاً في التحليل، والأهم من ذلك، تناقضاً في السياسات الكبرى للنظام تجاه سقوط حكومة الأسد”.
وفي اليوم السابق، نقل نفس المصدر عن أحد أعضاء برلمان النظام قوله: “بعد أن قدّمنا حوالي 6000 شهيد مدافع عن الحرم وأنفقنا مليارات التومانات، سلمنا سوريا للتكفيريين في غضون أسبوع واحد فقط. إذا لم يكن هذا غضباً إلهياً، فما هو إذن؟!”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى