سيرى العالم قريبا سقوط الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران
سيرى العالم قريبا سقوط الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران
عُقد مؤتمر في باريس يوم 8 ديسمبر بعنوان “حل أزمة إيران ودور البديل الديمقراطي” بحضور شخصيات دولية بارزة وقادة يدعون إلى التغيير الديمقراطي في إيران.
و حضرا في المؤتمر الوزير الأول البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات، ووزيرة العدل الألمانية السابقة هيرتا دويبلر-جملين و شاركت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والقت كلمة وفيما يلي نصها:
أيتها الشخصيات المحترمة!
أيها الحضور الكرام!
أرحب بكم في بيت المقاومة الإيرانية وأحييكم من جانب أبناء بلدي.
وأوجه التحية لمجاهدي درب الحرية في أشرف ثلاثة ويسعدنا جدا أن تكونوا معنا في هذا التجمع.
أيها الأصدقاء الكرام!
الشرق الأوسط يعيش في وضع متأزم وبلدنا يمرّ اليوم بظروف استثنائية.
في الأشهر الأخيرة، حدثت تغييرات كبيرة متتالية داخل إيران وخارجها، وضعت النظام في وضع محفوف بالمخاطر وغير مستقر.
قبل عامين، في الانتفاضات الواسعة التي اندلعت في أكثر من 280 مدينة في إيران، أظهر الشعب الإيراني إرادته لإسقاط النظام. وأثبتت حينها أن الاستبداد الديني قد وصل إلى مرحلته النهائية.
لجأ نظام الملالي إلى إشعال الحرب في الشرق الأوسط لمنع الانتفاضات المستقبلية. لكن بعد 14 شهرا، كما قال قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي أصبح النظام الخاسر الاستراتيجي لهذه الحرب.
وخاصة أن جبهة نظام ولاية الفقيه في سوريا قد انهار اليوم. أحداث الأيام الأخيرة في سوريا هي انعكاس لبركان غضب شعب مظلوم تورط هذا النظام الكهنوتي بشكل مباشر في قتل مالايقل عن نصف مليون نسمة وتشريد الملايين وذلك بدعمه للدكتاتوري السوري. كما دعمه بالمال الهائل الذي بلغ مالايقل عن 50 مليار دولار في العقد الأول من القرن الحالي.
انظروا إلى المشهد السوري اليوم كيف يذوب العسكريون المدججون بالسلاح والمدعومون من قبل النظام الإيراني كالثلج تحت أشعة شمس الصيف. وبالطبع فإن مصير قوات حرس النظام الإيراني وقوات خامنئي الاستخباراتية والأمنية لن يكون أفضل حال منهم في مواجهة الانتفاضة والمقاومة المنظمة للشعب الإيراني.
لسنوات، اتجهت بوصلة الحركة الاحتجاجية في إيران نحو إنهاء وجود النظام. لأن بحرا من الدماء يفصل بين الشعب وهذا النظام بإعدام أكثر من 100 ألف سجين سياسي.
إلى جانب ذلك، فإن الرقابة والقمع والتمييز واضطهاد المرأة والتمييز الديني وقمع القوميات المضهطهدة والتضخم والبطالة والركود الاقتصادي كلها عوامل زادت من تفاقم حالة السخط الشعبي.
النظام خاسر استراتيجي في الحرب
من ناحية أخرى، يوفر نظام الملالي تمويل تكاليف الحرب وتوفير الأسلحة والإمدادات الحربية لوكلائه في المنطقة.
تبنى النظام سياسة ميزانية عسكرية بحتة؛ فعلى سبيل المثال، في مشروع قانون الموازنة للعام القادم 2025، يتجاوز نصيب القوات المسلحة من بيع النفط نصيب جميع الوزارات الحكومية مجتمعة.
وفي الوقت نفسه، تم تقليص الميزانية المخصصة للتعليم والصحة والصناعة والاتصالات والطاقة والبنية التحتية للنقل إلى أدنى المستويات.
مؤخرا، شهدت البلاد بأكملها نقصًا حادًا في الكهرباء، حيث انخفضت الاستثمارات في صناعة الكهرباء من حوالي 6.5 مليار دولار في عام 2008 إلى نحو 500 مليون دولار أي حوالي واحد على ثلاثة عشر من الميزانية السابقة.
كما لجأ النظام إلى مضاعفة أسعار السلع الأساسية بشكل هائل. فمنذ بداية العقد الثاني من القرن الحالي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية 40 مرة.
قبل أسبوعين، اعترف رئيس النظام بأن الأزمات التي تواجه حكومته قد وصلت إلى حافة الهاوية.
في الأشهر الأخيرة، نظم الممرضون والمعلمون والمتقاعدون والعمال، بمن فيهم عمال النفط والغاز والبتروكيماويات، العديد من الاحتجاجات والإضرابات مرارًا وتكرارًا.
لكن التهديد الأكبر لوجود النظام يكمن في المقاومة المنظمة للشعب الإيراني وانتشار وحدات الانتفاضة، التي يمكن رؤية عملياتها اليومية في جميع أنحاء البلاد.
الوضع الحرج للنظام في 4 مكونات
في الوضع الحالي يمكن تلخيص وضع النظام في عدة محاور، منها:
أولا، يواجه النظام الحاكم استياء شعبيًا متفجرًا وغير قادر على منع الانتفاضات التي تلوح في الأفق.
ثانيا، فشل النظام في إخماد المقاومة المنظمة وكرست وحدات الانتفاضة نفسها اليوم كظاهرة مؤثرة في المجتمع.
ثالثا، شهد النظام تراجعًا نوعيًا في ميزان القوى على المستوى الإقليمي، مما أدى إلى انهيار فعّالية قواته الوكيلة.
رابعا، النظام غير قادر على التراجع عن استراتيجيته القائمة على الحرب والقمع، كما أنه عاجز عن تنفيذ أدنى إصلاحات أو الخروج من حالة الإفلاس الاقتصادي.
وعلى الرغم…